Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 2-3)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ } ، يعني : آدم عليه السلام ، خاطبهم به إذ كانوا من ولده ، قال السدي : بعث الله تعالى جبريل عليه السلام إلى الأرض ليأتيه بطائفة منها ، فقالت الأرض : إني أعوذ بالله منك أن تنقص مني ، فرجع جبريل ولم يأخذ وقال : يا ربِّ إنها عاذت بك ، فبعث ميكائيل ، فاستعاذت فرجع ، فبعث ملك الموت فعاذت منه بالله ، فقال : وأنا أعوذ بالله أن أخالف أمره ، فأخذ من وجه الأرض فخلط الحمراء والسوداء والبيضاء ، فلذلك اختلفتْ ألوان بني آدم ، ثم عجنها بالماء العذب والملح والمرّ ، فلذلك اختلفت أخلاقهم فقال الله تعالى لملك الموت : رحم جبريل وميكائيل الأرض ولم ترحمها ، لا جرمَ أجْعَلُ أرواح من أخلق من هذا الطين بيدك . ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " خلق الله آدم عليه السلام من تراب وجعله طيناً ، ثم تركه حتى كان حمأً مسنوناً ثم خلقه وصوّره وتركه حتى كان صلصالاً كالفخار ، ثم نفخ فيه روحه " . قوله عزّ وجلّ : { ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ } ، قال الحسن وقتادة والضحاك : الأجل الأول من الولادة إلى الموت ، والأجل الثاني من الموت إلى البعث ، وهو البرزخ ، ورُوي ذلك عن ابن عباس ، وقال : لكل أحد أجلان أجل إلى الموت وأجل من الموت إلى البعث ، فإن كان بَرّاً تقياً وَصُولاً للرحم زيد له من أجل البعث في أجل العمر ، وإن كان فاجراً قاطعاً للرحم نقص من أجل العمر زيد في أجل البعث ، وقال مجاهد وسعيد بن جبير : الأجل الأول أجل الدنيا ، والأجل الثاني أجل الآخرة ، وقال عطية عن ابن عباس رضي الله عنهما : { ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً } ، يعني : النوم تقبض فيه الروح ثم ترجع عند اليقظة ، { وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ } ، يعني : أجل الموت ، وقيل : هما واحد معناه : [ ثم قضى أجلاً ] يعني جعل لأعماركم مدة تنتهون إليها ، " وأجل مسمى عنده " يعني وهو أجل مسمى عنده لا يعلمه غيره ، { ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } ، تشكّون في البعث . قوله عزّ وجلّ : { وَهُوَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَفِي ٱلأَرْضِ } ، يعني : وهو إله السموات والأرض ؛ كقوله : ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) ، وقيل : هو المعبود في السموات والأرض ، وقال محمد بن جرير : معناه وهو الله في السموات يعلم سركم وجهركم في الأرض ، [ وقال الزجاج : فيه تقديم وتأخير وتقدير : وهو الله ، { يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ } ، في السموات والأرض ] ، { وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ } ، تعملون من الخير والشر .