Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 27-30)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } يعني : في النار ؛ كقوله تعالى : ( على ملك سليمان ) ، أي : في ملك سليمان ، وقيل : عُرضوا على النار ، وجواب " لو " محذوف معناه : لو تراهم في تلك الحالة لرأيتَ عجباً ، { فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ } ، يعني : إلى الدنيا ، { وَلاَ نُكَذِّبَ بِـآيَـٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، قراءة العامّة كلها بالرفع على معنى : يا ليتنا نرد ونحن لا نكذبُ ، ونكونُ من المؤمنين ، وقرأ حمزة وحفص ويعقوب " ولا نكذبَ ونكونَ " بنصب الباء والنون على جواب التمنّي ، أي : ليت ردنا وقع ، وأن لا نكذب ونكون ، والعرب تنصب جواب التمنّي ، أي : ليت ردنا وقع ، وأن لا نكذب ونكون ، والعرب تنصب جواب التمني بالواو كما تنصب بالفاء ، وقرأ ابن عامر " نكذب " بالرفع ، و " ونكون " بالنصب لأنهم تمنوا أن يكونوا من المؤمنين ، وأخبروا عن أنفسهم أنهم لا يكذبون بآيات ربهم إنْ رُدوا إلى الدنيا . { بَلْ بَدَا لَهُم } ، قوله : " بل " تحته ردّ لقولهم ، أي : ليس الأمر على ما قالوا إنهم لو رُدّوا لآمنُوا بل بدَا لهم : ظهر لهم ، { مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ } ، يسرّون { مِن قَبْلُ } في الدنيا من كفرهم ومعاصيهم ، وقيل : ما كانوا يخفون ، وهو كقولهم : { وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ، فأخفوا شركهم وكتموا حتى شهدتْ عليهم جوارحُهم بما كتمُوا وستروا ، لأنهم كانوا لا يخفون كفرهم في الدنيا ، إلا أن تُجعل الآية في المنافقين ، وقال المبرد : بل بدا لهم جزاء ما كانوا يخفون ، وقال النضر بن شميل : بل بَدَا عنهم . ثم قال : { وَلَوْ رُدُّواْ } إلى الدنيا { لَعَـادُواْ لِمَا } ، يعني : إلى ما { نُهُواْ عَنْهُ } من الكفر ، { وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } ، في قولهم ، لو رددنا إلى الدنيا لم نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين . { وَقَالُوۤاْ إِن هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } ، هذا إخبار عن إنكارهم البعث ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هذا من قولهم لو ردوا لقالوه . قوله تعالى : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } ، أي : على حكمه وقضاءه ومسألته ، وقيل : عُرضوا على ربهم ، { قال } لهم وقيل : تقول لهم الخزنة بأمر الله ، { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } ؟ يعني : أليس هذا البعث والعذاب بالحق ؟ { قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا } إنه حقّ ، قال ابن عباس : هذا في موقف ، وقولهم : والله ربِّنا ما كنّا مشركين في موقف آخر ، والقيامة مواقف ، ففي موقف يُقرّون ، وفي موقف يُنكرون ، { قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } .