Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 8-11)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ } ، على محمد صلى الله عليه وسلم ، { مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِىَ ٱلأَمْرُ } ، أي : لوجب العذاب ، وفُرغ من الأمر ، وهذا سنّة الله في الكفار أنهم متى اقترحوا آية فأنزلت ثم لم يؤمنوا استُؤصلوا بالعذاب ، { ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } ، أي : لا يؤجلون ولا يمهلون ، وقال قتادة : لو أنزلنا ملكاً ثم لم يُؤمنوا لعُجّل لهم العذابُ ولم يُؤخرُوا طرفةَ عين ، وقال مجاهد : لقضي الأمر أي لقامت القيامة ، وقال الضحّاك : لو أتاهم ملك في صورته لماتُوا . { وَلَوْ جَعَلْنَـٰهُ مَلَكاً } ، [ يعني : لو أرسلنا إليهم ملكاً ] ، { لَّجَعَلْنَـٰهُ رَجُلاً } ، يعني : في صورة [ رجل ] آدمي ، لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة ، وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي ، وجاء الملكان إلى داود في صورة رجلين . قوله عزّ وجلّ : { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } ، أي : خلطنا عليهم ما يخلطون وشبّهنا عليهم فلا يدرون أملَكٌ هو أو آدمي ، وقيل : معناه شَبّهوا على ضعفائهم فشبّه عليهم ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : هم أهل الكتاب فرّقوا دينهم وحرّفوا الكلم عن مواضعه ، فلبس الله عليهم ما لبسوا على أنفسهم وقرأ الزهري { للبسنا } بالتشديد على التكرير والتأكيد . { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } ، كما استهزىء بك يا محمد ، يعزّي نبيّه صلى الله عليه وسلم ، { فَحَاقَ } ، قال الربيع [ بن أنس ] : فنزل ، وقال عطاء : حلّ ، وقال الضحّاك : أحاط ، { بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } ، أي : جزاء استهزائهم من العذاب والنقمة . { قُلْ } يا محمد لهؤلاء المكذبين المستهزئين ، { سِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ } ، معتبرين ، يحتمل هذا : السير بالعقول والفكر ، ويحتمل السير بالأقدام ، { ثُمَّ ٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } ، أي : آخر أمرهم وكيف أورثهم الكفر والتكذيب الهلاك ، يُحذّر كفار مكة عذاب الأمم الخالية .