Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 4-7)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا تَأْتِيهِم } يعني : أهل مكة ، { مِّنْ ءَايَةٍ مِّنْ ءَايَـٰتِ رَبِّهِمْ } ، مثل انشقاق القمر وغيره ، وقال عطاء : يريد من آيات القرآن ، { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } ، لها تاركين بها مكذّبين . { فَقَدْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ } ، بالقرآن ، وقيل : بمحمد صلى الله عليه وسلم ، { لَمَّا جَآءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } ، أي : أخبار استهزائهم وجزاؤه ، أي : سيعلمون عاقبة استهزائهم إذا عُذِّبوا . قوله عزّ وجلّ : { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ } ، يعني : الأمم الماضية ، والقرن : الجماعة من الناس ، وجمعه قرون ، وقيل : القرن مدة من الزمان ، يقال : ثمانون سنة ، وقيل : ستون سنة ، وقيل : أربعون سنة ، وقيل : ثلاثون سنة ، ويقال : مائة سنة ، لِمَا رُوي " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبدالله بن بُسْر المازني : « إنكَ تعيشُ قرناً » " ، فعاش مائة سنة . فيكون معناه على هذه الأقاويل من أهلِ قرنٍ ، { مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ } ، أي : أعطيناهم مالم نعطكم ، وقال ابن عباس : أمهلناهم في العمر مثل قوم نوح وعاد وثمود ، يقال : مكّنتهُ ومكنتُ له ، { وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مَّدْرَاراً } ، يعني : المطر ، مِفْعَال ، من الدَّر ، قال ابن عباس : مدراراً أي : مُتتابعاً في أوقات الحاجات ، وقوله : " مالم نمكّنْ لكم " من خطاب التلوين ، رجع من الخبر من قوله : " أَلم يَرَوْا " إلى الخطاب ؛ كقوله : { حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِى ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم } [ يونس : 22 ] . وقال أهل البصرة : أخبر عنهم بقوله : " ألم يروا " وفيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم خاطبهم معهم ، والعرب تقول : قلت لعبدالله ما أكرمه ، وقلت لعبدالله : ما أكرمك ، { وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَـٰرَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا } ، خلَقْنَا وابتدأنا ، { مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءَاخَرِينَ } . قوله عزّ وجلّ : { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَـٰباً فِى قِرْطَاسٍ } الآية ، قال الكلبي ومقاتل : نزلت في النضر بن الحارث وعبدالله بن أبي أميّة ونوفل بن خويلد ، قالوا : يا محمد لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من عند الله ومعه أربعة من الملائكة يشهدون عليه أنه من عند الله وأنك رسوله ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَـٰباً فِى قِرْطَاسٍ } مكتوباً من عندي ، { فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } ، أي : عاينوه ومسّوه بأيديهم ، وذكر اللمس ولم يذكر المعاينة لأن اللمس أبلغ في إيقاع العِلم من [ الرؤية ] ، فإن السحر يجري على المرئي ولا يجري على الملموس ، { لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } ، معناه : أنه لا ينفع معهم شيء لِمَا سبق فيهم من علمي .