Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 1-2)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال عطاء هي مكية إلا ثلاث آيات من قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَـٰدِكُمْ } إلى آخرهن . { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } , قال ابن عباس : إن الله خلق بني آدم مؤمناً وكافراً , ثم يعيدهم يوم القيامة كما خلقهم مؤمناً وكافراً . وروينا عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الغلام الذي قتله الخضر عليه السلام طبع كافراً " . وقال جلّ ذكره : { وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } [ نوح : 27 ] . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا سليمان بن حرب , حدثنا حماد , عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس [ عن أنس ] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وكل الله بالرحم مَلَكاً فيقول : أي ربِّ نطفة ، أيْ ربِّ علقة ، أيْ ربِّ مضغة ، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال : يا رب أذكَرٌ أم أنثى ، أشقي أم سعيد ؟ فما الرزق فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه " . وقال جماعة : معنى الآية : إن الله خلق الخلق ثم كفروا وآمنوا ، لأن الله تعالى ذكر الخلق ثم وصفهم بفعلهم ، فقال { فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُؤمِن } ، كما قال الله تعالى : { وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي } [ النور : 45 ] والله خلقهم والمشيُ فِعْلُهم . ثم اختلفوا في تأويلها . روي عن أبي سعيد الخدري أنه قال : " فمنكم كافر " في حياته " مؤمن " في العاقبة ، " ومنكم مؤمن " في حياته كافر في العاقبة . وقال عطاء بن أبي رياح : فمنكم كافر بالله مؤمن بالكواكب ، ومنكم مؤمن بالله كافر بالكواكب . وقيل : فمنكم كافر بأن الله تعالى خلقه وهو مذهب الدهرية ، ومنكم مؤمن بأن الله خلقه . وجملة القول فيه : أن الله خلق الكافر ، وكفره فعل له وكسب ، وخلق المؤمن ، وإيمانه فعل له وكسب ، فلكل واحد من الفريقين كسب واختيار , وكسبه واختياره بتقدير الله ومشيئته , فالمؤمن بعد خلق الله إيّاه يختار الإيمان ، لأن الله تعالى أراد ذلك منه , وقدَّره عليه , وعلمه منه ، والكافر بعد خلق الله تعالى إيّاه يختار الكفر , لأن الله تعالى أراد ذلك منه , وقدره عليه , وعلمه منه . وهذا طريق أهل السنة والجماعة مَنْ سلكه أصاب الحق وسلم من الجبر والقدر .