Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 12-22)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وأجرٌ كَبيرٌ * وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ ٱجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } ، قال ابن عباس : نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره جبريل عليه السلام بما قالوا ، فقال بعضهم لبعض : أسرُّوا قولكم كي لا يسمع إله محمد . فقال الله جلّ ذكره : { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } ، ألا يعلم ما في الصدور من خلقها ، { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ الخَبِيرُ } ، لطيف علمه في القلوب الخبير بما فيها من الخير والشر والوسوسة . وقيل : " مَنْ " يرجع إلى المخلوق ، أي ألا يعلم الله مخلوقه ؟ { هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً } ، سهلاً لا يمتنع المشي فيها بالحزونة ، { فَٱمْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا } ، قال ابن عباس وقتادة : في جبالها . وقال الضحاك : في آكامها . وقال مجاهد : في طرقها وفجاجها . قال الحسن : في سبلها . وقال الكلبي : في أطرافها . وقال مقاتل : في نواحيها . قال الفراء : في جوانبها . والأصل في الكلمة الجانب ، ومنه منكب الرجل والريح النكباء وتَنكَّب فلان أي جانب . { وَكُلُواْ مِن رزقِهِ } ، مما خلقه رزقاً لكم في الأرض ، { وَإِلَيْهِ النُشُور } ، أي : وإليه تبعثون من قبوركم . ثم خوَّف الكفار فقال : { ءَأَمِنتُمْ مَّن فِى ٱلسَّمَآءِ } ، قال ابن عباس : أي : عذاب مَنْ في السماء إن عصيتموه ، { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأََرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ } ، قال الحسن : تتحرك بأهلها . وقيل : تهوي بهم . والمعنى : أن الله تعالى يحرِّك الأرض عند الخسف بهم حتى تلقيَهم إلى أسفل , تعلو عليهم وتمر فوقهم . يقال : مَارَ يَمُورُ , أي : جاء وذهب . { أَمْ أَمِنتُمْ مِّن فِى ٱلسَّمَآءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَـٰصِباً } ، ريحاً ذات حجارة كما فعل بقوم لوط . { فَسَتَعْلَمُونَ } ، في الآخرة وعند الموت ، { كَيْفَ نَذِير } ، أي إنذاري إذا عاينتم العذاب . { وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، يعني كفار الأمم الماضية ، { فَكَيْفَ كَانَ نَكِير } ، أي إنكاري عليهم بالعذاب . { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ } ، تصف أجنحتها في الهواء ، { وَيَقْبِضْنَ } ، أجنحتها بعد البسط ، { مَا يُمْسِكُهُنَّ } ، في حال القبض والبسط أن يسقطن ، { إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ بَصِيرٌ } . { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ } ، استفهام إنكار . قال ابن عباس : أي منعة لكم ، { يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } ، يمنعكم من عذابه ويدفع عنكم ما أراد بكم . { إِنِ ٱلْكَـٰفِرُونَ إِلاَّ فِى غُرُورٍ } ، أي في غرور من الشيطان يغرهم بأن العذاب لا ينزل بهم . { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ } ، أي من الذي يرزقكم المطر إن أمسك الله عنكم ، { بَل لَّجُّواْ فِى عُتُوٍ } ، تمادٍ في الضلال ، { ونُفُورٍ } ، تباعد من الحق . وقال مجاهد : كفور . ثم ضرب مثلاً فقال : { أَفَمَن يَمْشِى مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ } ، راكباً رأسه في الضلالة والجهالة أعمى القلب والعين لا يبصر يميناً ولا شمالاً وهو الكافر . قال قتادة : أكبَّ على المعاصي في الدنيا فحشره الله على وجهه يوم القيامة ، { أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِى سَوِيّا } ، معتدلاً يبصر الطريق وهو ، { عَلَى صِرَٰطٍ مُسْتَقِمٍ } ، وهو المؤمن . قال قتادة : يمشي يوم القيامة سويّاً .