Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 23-30)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ هُوَ ٱلَّذِىۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَـٰرَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } ، قال مقاتل : يعني أنهم لا يشكرون رب هذه النعم . { قُلْ هُوَ ٱلَّذِى ذَرَأَكُمْ فِى ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ * قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * فَلَمَّا رَأَوْهُ } ، يعني : العذاب في الآخرة - على قول أكثر المفسرين - وقال مجاهد : يعني العذاب ببدر ، { زُلفةً } ، أي قريباً وهو اسم يوصف به المصدر يستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والاثنان والجميع ، { سِيۤئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا } ، اسودت وعليها كآبة ، والمعنى قبحت وجوههم بالسواد , يقال : ساء الشيء يسوء فهو سيىء إذا قبح ، وسيئ يساء إذا قبح ، { وقيلَ } , لها أي قال لهم الخزنة ، { هذا } ، أي هذا العذاب ، { ٱلَّذِى كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } ، تفتعلون ، من الدعاء تدعون وتتمنون أن يعجِّل لكم ، وقرأ يعقوب تدعون بالتخفيف ، وهي قراءة قتادة ومعناهما واحد مثل تذكرون وتذكرون . { قُلْ } ، يا محمد لمشركي مكة الذين يتمنون هلاكك ، { أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِىَ ٱللَّهُ وَمَن معيَ } ، من المؤمنين ، { أَوْ رَحِمَنَا } ، فأبقانا وأخَّر آجالنا ، { فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَـٰفِرِينَ مِنْ عَذَابٍ ألِيمٍ } ، فإنه واقع بهم لا محالة . وقيل : معناه أرأيتم إن أهلكني الله فعذبني ومن معي أو رحمنا فغفر لنا ، فنحن - مع إيماننا - خائفون أن يهلكنا بذنوبنا , لأن حكمه نافذ فينا , فمن يجيركم ويمنعكم من عذابه وأنتم كافرون ؟ وهذا معنى قول ابن عباس . { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } ، الذي نعبده ، { ءَامَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُون } ، قرأ الكسائي بالياء وقرأ الباقون بالتاء . { مَنْ هُوَ فِى ضَلَـٰلٍ مُبينٍ } ، أي ستعلمون عند معاينة العذاب من الضال منا ، نحن أم أنتم . { قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً } ، غائراً ذاهباً في الأرض لا تناله الأيدي والدلاء . قال الكلبي ومقاتل : يعني ماء زمزم ، { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَعِينٍ } ، ظاهر تراه العيون وتناله الأيدي والدلاء . وقال عطاء عن ابن عباس : معين أي جار . أخبرنا أبو سعيد الشريحي , أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي , أخبرني أبو الحسن الفارسي , حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد , حدثنا أبو يحيى البزاز , حدثنا محمد بن يحيى , حدثنا أبو داود , حدثنا عمران , عن قتادة , عن عباس الجشمي , عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته من النار يوم القيامة وأدخلته الجنة ، وهي سورة تبارك " .