Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 12-17)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لِنَجْعَلَهَا } ، أي لنجعل تلك الفعلة التي فعلنا , مِنْ إغَراق قوم نوح ونجاة من حملنا معه ، { لَكُمْ تَذْكِرَةً } ، عبرة وموعظة { وَتَعِيَهَآ } ، قرأ القواس عن ابن كثير وسليم عن حمزة , باختلاس العين ، وقرأ الآخرون بكسرها أي تحفظها , { أُذُنٌ واعِيَةٌ } ، أي : حافظة لما جاء من عند الله . قال قتادة : أذن سمعت وعقلت ما سمعت . قال الفرَّاء : لتحفظها كل أذن فتكون عبرة وموعظة لمن يأتي بعد . { فَإِذَا نُفِخَ فِى ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وَٰحِدَةٌ } ، وهي النفخة الأولى . { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ } ، رفعت من أماكنها ، { فَدُكَّتَا } ، كسرتا ، { دَكَّةً } كسرة ، { واحدةً } ، فصارتا هباءً منثوراً . { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } ، قامت القيامة . { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِىَ يومَئِذٍ واهِيَةٌ } ، ضعيفة قال الفراء : وَهْيُهَا : تشقُّقُها . { والمَلَك } ، يعني الملائكة ، { عَلَىٰ أرْجَائِهَا } ، نواحيها وأقطارها ما لم ينشق منها , واحدها : " رجا " مقصوراً وتثنيته رَجَوَان . قال الضحاك : تكون الملائكة على حافتها حتى يأمرهم الرب فينزلون , فيحيطون بالأرض ومن عليها , { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فوقَهُمْ } ، أي فوق رؤوسهم يعني الحملة ، { يومئذٍ } ، يوم القيامة ، { ثمانيةٌ } ، أي ثمانية أملاك . جاء في الحديث : " إنهم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة أخرى ، فكانوا ثمانية ، على صورة الأوعال ، ما بين أظلافهم إلى ركبهم كما بين سماء إلى سماء " . وجاء في الحديث : " لكل ملك منهم وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر " . أخبرنا أبو بكر بن الهيثم الترابي , أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي , أخبرنا محمد بن يحيى الخالدي , أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي , حدثنا عبد الرزاق , حدثنا يحيى بن العلاء , عن عمه شعيب بن خالد , حدثنا سماك بن حرب , عن عبد الله بن عميرة , " عن العباس بن عبد المطلب قال : كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أتدرون ما هذا ؟ قلنا : السحاب ، قال : والمزن ؟ قلنا : والمزن ، قال : والعنان ؟ فسكتنا , فقال : هل تدرون كم بين السماء والأرض ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة ، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة ، وكذلك غلظ كل سماء خسمائة سنة ، وفوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض ، ثم بين ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن كما بين السماء والأرض , ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك ، ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء " . ويُروى هذا عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس . وروي عن ابن عباس أنه قال : { فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَة } أي : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله .