Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 1-5)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْحَاقَّةُ } ، يعني القيامة , سميت حاقة لأنها حقت فلا كاذبة لها . وقيل : لأن فيها حواق الأمور وحقائقها ، ولأن فيها يحق الجزاء على الأعمال ، أي يجب ، يقال : حق عليه الشيء إذا وجب يحق حقوقاً ، قال الله تعالى : { وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى الكَافِرِين } [ الزمر : 71 ] قال الكسائي : " الحاقة " يوم الحق . { ما ٱلْحَاقَّةُ } . هذا استفهام معناه التفخيم لشأنها ، كما يقال : زيدٌ ما زيدٌ ، على التعظيم لشأنه . { وَمَآ أَدْرَاكَ ما ٱلْحَاقَّةُ } ، أي أنك لا تعلمها إذْ لم تعاينها ولم ترَ ما فيها من الأهوال . { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِٱلْقَارِعَةِ } ، قال ابن عباس وقتادة : بالقيامة سميت قارعة لأنها تقرع قلوب العباد بالمخافة . وقيل : كذبت بالعذاب الذي أوعدهم نبيهم حتى نزل فقرع قلوبهم . { فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } ، أي بطغيانهم وكفرهم . قيل : هي مصدر ، وقيل : نعت ، أي بفعلهم الطاغية ، وهذا معنى قول مجاهد : كما قال : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } [ الشمس : 11 ] وقال قتادة : بالصيحة الطاغية ، وهي التي جاوزت مقادير الصياح فأهلكتهم . وقيل : طغت على الخُزَّان فلم يكن لهم عليها سبيل ولم يعرفوا كم خرج منها كما طغى الماء على قوم نوح .