Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 24-32)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال لهم : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئاً بِما أسلَفْتُمْ } ، قدمتم لآخرتكم من الأعمال الصالحة ، { فِى ٱلأَيَّامِ ٱلخَالِيةِ } ، الماضية يريد أيام الدنيا . { وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِشِمَالِهِ } ، قال ابن السائب تُلْوَى يده اليسرى من صدره خلف ظهره ثم يعطى كتابه . وقيل : تنزع يده اليسرى من صدره إلى خلف ظهره ثم يعطى كتابه ؛ { فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ } ، يتمنى أنه لم يؤت كتابه لما يرى فيه من قبائح أعماله . { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } ، يقول : يا ليت الموتة التي متها في الدنيا كانت القاضية الفارغة من كل ما بعدها ، والقاطعة للحياة ، فلم أحي بعدها . و " القاضية " : موت لا حياة بعده , يتمنى أنه لم يبعث للحساب . قال قتادة : يتمنى الموت وإن لم يكن عنده في الدنيا شيء أكره من الموت . { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّى مَالِيَهْ } ، لم يدفع عني من عذاب الله شيئاً . { هَلَكَ عَنِّى سُلْطَـٰنِيَهْ } ، ضلت عني حجتي ، عن أكثر المفسرين ، وقال ابن زيد : زال عني ملكي وقوتي . قال مقاتل : يعني حين شهدت عليه الجوارح بالشرك يقول الله لخزنة جهنم : { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } ، اجمعوا يده إلى عنقه . { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوه } ، أي أدخلوه الجحيم . { ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فاسلُكُوهُ } ، فأدخلوه فيها . قال ابن عباس : سبعون ذراعاً بذراع المَلَك ، فتدخل في دبره وتخرج من منخره . وقيل : تدخل في فيه وتخرج من دبره . وقال نوف البكالي : سبعون ذراعاً , كل ذراع سبعون باعاً , كل باع أبعد مما بينك وبين مكة ، وكان في رحبة الكوفة . وقال سفيان : كل ذراع سبعون ذراعاً . وقال الحسن : الله أعلم أي ذراع هو . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة , أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث , أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي , أخبرنا عبد الله بن محمود , حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال , حدثنا عبد الله بن المبارك , عن سعيد بن يزيد , عن أبي السمح , عن عيسى بن هلال الصدفي , عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن رضاضة مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمة - أرسلت من السماء إلى الأرض , وهي مسيرة خمسمائة سنة ، لبلغت الأرض قبل الليل ، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفاً الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها " . وعن كعب قال : لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها .