Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 113-117)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَآءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ } واجتمعوا ، { قَالُوۤاْ } لفرعون { إِنَّ لَنَا لأَجْرًا } ، أي : جُعْلاً ومالاً { إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَـٰلِبِينَ } ، قرأ أهل الحجاز وحفص : " ان لنا " على الخبر ، وقرأ الباقون بالاستفهام ، ولم يختلفوا في الشعراء أنه مستفهم . { قَالَ } فرعون : { نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } ، في المنزلة الرفيعة عندي مع الأجر ، قال الكلبي : يعني أوّل من يدخل وآخر من يخرج . { قَالُوۤاْ } يعني السحرة ، { يَٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِىَ } عصاك ، { وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ ٱلْمُلْقِينَ } ، لعصيّنا وحبالنا . { قَالَ } موسى بل { أَلْقَواْ } أنتم ، { فَلَمَّآ أَلْقُوْاْ سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ } ، أي : صرفوا أعينهم عن إدراك حقيقة ما فعلوه من التمويه التخييل ، وهذا هو السحر ، { وَٱسْتَرْهَبُوهُمْ } ، أي : أرهبوهم وأفزعوهم ، { وَجَآءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } ، وذلك أنهم ألقوا حبالاً غلاظاً وخشباً طوالاً فإذا هي حيات كأمثال الجبال قد ملأت الوادي يركب بعضها بعضاً . وفي القصة أن الأرض كانت ميلاً في ميل صارت حيات وأفاعي في أعين الناس . { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } ، فألقاها فصارت حية عظيمة حتى سدت الأفق . قال ابن زيد : كان اجتماعهم بالإسكندرية . ويقال : بلغ ذنب الحية من وراء البحر ثم فتحت فاها ثمانين ذراعاً ، { فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ } ، قرأ حفص " تلْقف " ساكنة اللام ، خفيفة ، حيث وقع ، وقرأ الآخرون : بفتح اللام وتشديد القاف ، أي : تبتلع ، { مَا يَأْفِكُونَ } ، يكذبون من التخاييل ، وقيل : يزوِّرون على الناس . فكانت تلتقم حبالهم وعصيّهم واحداً واحداً حتى ابتلعت الكلَّ وقصدت القوم الذين حضروا فوقع الزحام عليهم فهلك منهم في الزحام خمسة وعشرون ألفاً ، ثم أخذها موسى فصارت عصاً كما كانت .