Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 125-127)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُوۤاْ } ، يعني السحرة لفرعون : { إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } ، راجعون في الآخرة . { وما تَنقِمُ مِنَّآ } ، أي : ما تكره منّا . وقال الضحاك وغيره : وما تطعن علينا . وقال عطاء : مالنا عندك من ذنب تعذبنا عليه ، { إِلآ أَنْ ءَامَنَّا بِـآيَـٰتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا } ، ثم فزعوا إلى الله عزّ وجلّ فقالوا : { رَبَّنَآ أَفْرِغْ } أصببْ { عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } ، ذكر الكلبي : أن فرعون قطّع أيديهم وأرجلهم وصلبهم ، وذكر غيره : أنه لم يقدر عليهم لقوله تعالى : { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ } [ القصص : 35 ] . { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ } له : { أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ } ، وأرادوا بالإفساد في الأرض دعاءهم الناس إلى مخالفة فرعون في عبادته ، { وَيَذَرَكَ } ، أي : وليذرك ، { وَءالِهَتَكَ } ، فلا يعبدك ولا يعبدها . قال ابن عباس : كان لفرعون بقرة يعبدها ، وكان إذا رأى بقرة حسناء أمرهم أن يعبدوها ، فلذلك أخرج السامري لهم عجلاً . وقال الحسن : كان قد علق على عنقه صليباً يعبده . وقال السدي : كان فرعون قد اتّخذ لقومه أصناماً وأمرهم بعبادتها ، وقال لقومه : هذه آلهتكم وأنا ربها وربكم ، فذلك قوله : { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [ النازعات : 24 ] ، وقرأ ابن مسعود وابن عباس والشعبي والضحاك : " ويذرك وإلاَهَتَكَ " بكسر الألف ، أي : عبادتك فلا يعبدك ، لأن فرعون كان يُعْبَد ولا يَعْبُد . وقيل : أراد بالآلهة الشمس ، وكانوا يعبدونها . قال الشاعر : @ تَرَوَّحْنَا من اللَّعْبَاءِ قَصْراً وَأعْجَلْنَا الإلاهةَ أَنْ تُؤبَا @@ { قَالَ } فرعون : { سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ } ، قرأ أهل الحجاز : " سنقتل " بالتخفيف من القتل ، وقرأ الآخرون بالتشديد من التقتيل على التكثير ، { وَنَسْتَحْيِـى نِسَآءَهُمْ } ، نتركهن أحياء ، { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَـٰهِرُونَ } ، غالبون . قال ابن عباس : كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل في العام الذي قيل له إنه يولد مولود يذهب بملكك ، فلم يزل يقتلهم حتى أتاهم موسى بالرسالة ، وكان من أمره ما كان ، فقال فرعون : أعيدوا عليهم القتل فأعادوا عليهم القتل ، فشكت ذلك بنو إسرائيل .