Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 181-184)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ } أي : عصابة ، { يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } ، قال عطاء عن ابن عباس : يريد أمّة محمد صلى الله عليه وسلم وهم المهاجرون والتابعون لهم بإحسان . " وقال قتادة : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال : « هذه لكم وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلَها ، ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون » " . أخبرنا عبدالواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا الحميدي ، حدثني الوليد ، حدثني ابن جابر ، وهو عبدالرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني عمير بن هانيء أنه سمع معاوية رضي الله عنه يقول : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تزال من أمتي أمةٌ قائمةٌ بأمر الله ، لا يضرُّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمرُ الله وهم على ذلك " وقال الكلبي : هم من جميع الخلق . { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } قال عطاء : سنمكر بهم من حيث لا يعلمون . وقيل : نأتيهم من مأمنهم ؛ كما قال : { فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ } [ الحشر : 2 ] ، قال الكلبي : يزين لهم أعمالهم ويهلكهم ، وقال الضحاك : كلما جدَّدوا معصيةً جدَّدْنا لهم نعمة . قال سفيان الثوري : نسبغ عليهم النعمة وننسيهم الشكر . قال أهل المعاني : الاستدراج أن يتدرج إلى الشيء في خفية قليلاً قليلاً فلا يباغت ولا يجاهر ، ومنه درج الصبيُّ إذا قارب بين خطاه في المشي ، ومنه درج الكتابَ إذا طواه شيئاً بعد شيء . { وَأُمْلِى لَهُمْ } ، أي : أمهلهم وأطيل لهم مدة عمرهم ليتمادوا في المعاصي ، { إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ } ، أي : إن أخذي قوي شديد ، قال ابن عباس : إن مكري شديد . قيل : نزلت في المستهزئين ، فقتلهم الله في ليلة واحدة . قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ } . قال قتادة : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على الصفا ليلاً ، فجعل يدعو قريشاً فَخْذاً فخذاً : يا بني فلان ، يا بني فلان ، يحذّرُهم بأس الله ووقائعه ، فقال قائلهم : إن صاحبكم هذا لمجنون بات يُصوِّت إلى الصباح ، فأنزل الله تعالى : " أوَلمْ يتفكروا ما بصاحبهم " ، محمد صلى الله عليه وسلم : { مِّن جِنَّةٍ } جنون ، { إِنْ هُوَ } ، ما هو ، { إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } ، ثم حثهم على النظر المؤدّي إلى العلم فقال : { أَوَلَمْ يَنْظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ }