Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 185-187)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِى مَلَكُوتِ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ } ، فيهما ، { مِن شَىْءٍ } ، أي : وينظروا إلى ما خلق الله فيهما من شيء ليستدلوا بها على وحدانيّته . { وَأَنْ عَسَىٰۤ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ } ، أي : لعلّ أن يكون قد اقترب أجلهم فيموتوا قبل أن يؤمنوا ويصيروا إلى العذاب ، { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } ، أي : بعد القرآن يؤمنون ، يقول : بأي كتاب غير ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يصدّقون ، وليس بعده نبي ولا كتاب ، ثم ذكر علة إعراضهم عن الإيمان فقال : { مَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ } ، قرأ أهل البصرة وعاصم بالياء ورفع الراء ، وقرأ حمزة والكسائي بالياء وجزم الراء ، لأن ذكر الله قد مرّ قبله ، وجزم الراء مردود على " يظلل " ، وقرأ الآخرون : بالنون ورفع الراء على أنه كلام مستأنف . { فِى طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ } ، يتردّدون متحيرين . قوله تعالى : { يَسْـأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـٰهَا } ، قال قتادة : قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بيننا وبينك قرابة فأسرَّ إلينا متى الساعة ؟ فأنزل الله تعالى : " يسألونك عنِ الساعة " ، يعني : القيامة ، { أَيَّانَ مُرْسَـٰهَا } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : منتهاها . وقال قتادة : قيامها . وأصله الثبات ، أي : مثبتها ، { قُلْ } يا محمد { إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي } ، استأثر بعلمها ولا يعلمها إلا هو ، { لاَ يُجَلِّيهَا } ، لا يكشفها ولا يظهرها . قال مجاهد : لا يأتي بها ، { لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، يعني : ثقل علمها وخفي أمرها على أهل السموات والأرض ، وكل خفي ثقيل . قال الحسن : يقول إذا جاءت ثقلت وعظمت على أهل السموات والأرض ، { لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً } ، فجأة على غفلة . أخبرنا عبدالواحد المليحي ، حدثنا أحمد بن عبدالله النعيمي حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لتقومنّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقومنّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لَقْحته فلا يطعمه ، ولتقومنّ الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ، ولتقومنّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها " . { يَسْـأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا } ، أي عالم بها من قولهم أحفيت في المسألة ، أي : بالغت فيها ، معناه : كأنك بالغت في السؤال عنها حتى علمتها ، { قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ، أنّ علمها عند الله حتى سألوا محمداً صلى الله عليه وسلم عنها .