Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 18-21)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قالَ } الله تعالى لإبليس : { ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا } ، أي : معيباً ، والذيم والذَّأْم أشد العيب ، يقال : ذَأَمَهُ يَذْأمُهُ ذَأْمَاً فهو مذؤومٌ وذامه يذيمه ذاماً فهو مذيم ، مثل سار يسير سيراً . المدحور : المبعد المطرود ، يقال : دحره يدحره دحراً إذا أبعده وطرده . قال ابن عباس : مذؤوماً أي ممقوتاً ، وقال قتادة : مذؤماً مدحوراً ، أي : لعيناً شقياً . وقال الكلبي : مذؤماً ( ملوماً ) مدحوراً مقصياً من الجنّة ومن كل خير . { لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } ، من بني آدم ، { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ } ، اللام لام القسمُ ، { مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } ، أي : منك ومن ذريّتك ومن كفار ذرية آدم أجمعين . { وَيَـٰـآدَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } . { فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَـٰنُ } ، أي : إليهما ، والوسوسة : حديث يُلقيه الشيطان في قلب الإنسان ، { لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَٰتِهِمَا } ، أي : أظهر لهما ما غُطي وسُتر عنهما من عوراتهما ، قيل : اللام فيه لام العاقبة وذلك أن إبليس لم يوسوس لهذا ، ولكن كان عاقبة أمرهم ذلك ، وهو ظهور عورتهما ؛ كقوله تعالى : { فَٱلْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً } [ القصص : 8 ] ، ثم بين الوسوسة فقال : { وَقَالَ } يعني إبليس لآدم وحواء ، { مَا نَهَـٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلآ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ } ، يعني : كراهية أن تكونا من مَلَكَيْن من الملائكة يعلمان الخير والشر ، { أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَـٰلِدِينَ } ، من الباقين الذين لا يموتون ؛ كما قال في موضع آخر : { هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } [ طه : 120 ] . { وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ } أي : وأقسم وحلف لهما وهذا من المفاعلة التي تختصّ بالواحد ، وقال قتادة : حلف لهما بالله حتى خدعهما ، وقد يُخدع المؤمن بالله ، فقال : إني خلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتّبِعاني أرشدكما ، وإبليس أوّل من حلف بالله كاذباً فلما حلف ظنّ آدم أن أحداً لا يحلف بالله لا يحلف بالله كاذباً ، فاغترَّ به .