Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 10-16)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ يَسْـأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } ، قرأ البزي عن ابن كثير " لاَ يُسْأَلُ " بضم الياء أي : لا يسأل حميم عن حميم ، أي لا يقال له أين حميمك ؟ وقرأ الآخرون بفتح الياء ، أي : لا يسأل قريب قريباً لشغله بشأن نفسه . { يُبَصَّرُونَهُم } ، يرونهم , وليس في القيامة مخلوق إلا وهو نصب عين صاحبه من الجن والإنس , فيبصر الرجل أباه وأخاه وقرابته فلا يسأله ، ويبصر حميمه فلا يكلمه لاشتغاله بنفسه . قال ابن عباس : يتعارفون ساعة من النهار ثم لا يتعارفون بعده . وقيل : " يبصرونهم " : يُعَرَّفونهم , أي : يُعَرَّفُ الحميم حميمه حتى يعرفه ، ومع ذلك لا يسأله عن شأنه لشغله بنفسه . وقال السدي : يعرفونهم أمّا المؤمن فببياض وجهه ، وأما الكافر فبسواد وجهه ، { يَوَدُّ المُجْرِمُ } ، يتمنى المشرك ، { لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ ببنيهِ } . { وَصَاحِبَتِهِ } ، زوجته ، { وَأَخِيهِ * وفَصِيلَتِهِ } ، عشيرته التي فصل منهم . قال مجاهد : قبيلته . وقال غيره : أقرباؤه الأقربون . { ٱلَّتِى تُؤويه } ، أي التي تضمه ويأوي إليها . { وَمَن فِى ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثمَ يُنجيه } ، ذلك الفداء من عذاب رَبّك . { كَلاَّ } ، لا ينجيه من عذاب الله شيء ، ثم ابتدأ فقال : { إِنَّهَا لَظى } ، وهي اسم من أسماء جهنم . قيل : هي الدركة الثانية ، سميت بذلك لأنها تتلظى , أي : تتلهب . { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } ، قرأ حفص عن عاصم " نزاعة " نصب على الحال والقطع ، وقرأ الآخرون بالرفع أي هي نزاعة للشوى ، وهي الأطراف : اليدان ، والرجلان ، وسائر والأطراف . قال مجاهد : لجلود الرأس . وروى إبراهيم بن المهاجر عنه : تنزع اللحم دون العظام . قال مقاتل : تنزع النارُ الأطراف فلا تترك لحماً ولا جلداً . وقال الضحاك : تنزع الجلد واللحم عن العظم . وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : العصب والعقب . وقال الكلبي : لأمِّ الرأس , تأكل الدماغ كله ثم يعود كما كان ، ثم تعود لأكله فذلك دأبها . وقال قتادة : لمكارم خلقه وأطرافه . وقال أبو العالية : لمحاسن وجهه . وقال ابن جرير : " الشوى " : جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلاً ، يقال : رمى فأشوى إذا أصاب الأطراف ولم يصب المقتل .