Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 17-33)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَدْعُو } ، أي : النار إلى نفسها ، { مَنْ أَدْبَرَ } ، عن الإيمان ، { وَتَوَلَّىٰ } ، عن الحق فتقول إليَّ يا مشرك إليَّ يا منافق إليَّ إليَّ . قال ابن عباس : تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح ثم تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب . حُكي عن الخليل : أنه قال : تدعو أي تعذب . وقال : قال أعرابي لآخر : دعاك الله أي عذبك الله . { وَجَمَعَ } ، أي جمع المال ، { فَأَوْعَىٰ } ، أمسكه في الوعاء ولم يُؤدِ حق الله منه . { إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً } ، روى السدي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : " الهلوع " : الحريص على ما لا يحل له . وقال سعيد بن جبير : شحيحاً . وقال عكرمة : ضجوراً . وقال الضحاك والحسن : بخيلاً . وقال قتادة : جزوعاً . وقال مقاتل : ضيّق القلب . والهلع : شدة الحرص ، وقلة الصبر . وقال عطية عن ابن عباس : تفسيره ما بعده . وهو قوله : { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً } ، أي : إذا أصابه الفقر لم يصبر ، وإذا أصاب المال لم ينفق . قال ابن كيسان : خلق الله الإنسان يحب ما يسره ويهرب مما يكره ، ثم تعبَّده بإنفاق ما يحب والصبر على ما يكره . ثم استثنى فقال : { إِلاَّ المُصَلِّين } ، استثنى الجمع من الوحدان لأن الإنسان في معنى الجمع كقوله : { إنّ الإِنْسَانَ لَفِى خُسْر إِلاَّ الذِينَ آمَنُوا } . { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُون } ، يقيمونها في أوقاتها يعنى الفرائض . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة , حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث , أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي , أخبرنا عبد الله بن محمود , أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال , حدثنا عبد الله بن المبارك , عن ابن لهيعة , حدثني يزيد بن أبي حبيب : أن أبا الخير أخبره قال : سألنا عقبة بن عامر عن قول الله تعالى : { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُون } أهم الذين يصلون أبداً ؟ قال : لا , ولكنه إذا صلى لم يلتفت عن يمينه ولا عن شماله ولا خلفه . { وَٱلَّذِينَ فِىۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ * وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ * وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ * إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَٰعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَـٰدَٰتِهِم قَائِمُونَ } ، قرأ حفص عن عاصم ويعقوب " بشهاداتهم " : على الجمع ، وقرأ الآخرون بشهادتهم على التوحيد , { قائمون } أي يقومون فيها بالحق أولا يكتمونها ولا يغيرونها .