Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 1-2)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سألَ سَآئِلٌ } قرأ أهل المدينة والشام : " سال " بغير همز وقرأ الآخرون بالهمز ، فمن همز فهو من السؤال ، ومن قرأ بغير همز قيل : هو لغة في السؤال ، يقال : سال يسال مثل خاف يخاف ، يعني سال يسال خفف الهمزة وجعلها ألفاً . وقيل : هو من السيل ، والسايل وادٍ من أودية جهنم ، يروى ذلك عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، والأول أصح . واختلفوا في الباء في قوله : " بعذاب " قيل : هو بمعنى " عن " كقوله : { فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً } [ الفرقان : 59 ] أي عنه خبيراً . ومعنى الآية : سأل سائل عن عذاب ، { واقعٍ } ، نازل كائن على من ينزل ولمن ذلك العذاب فقال الله مبيناً مجيباً لذلك السائل : { لِّلْكَـٰفِرِينَ } ، وذلك أن أهل مكة لما خوفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب قال بعضهم لبعض : مَنْ أهل هذا العذاب ؟ ولمن هو ؟ سلوا عنه محمداً فسألوه فأنزل الله : { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ للكَافِرِين } أي : هو للكافرين ، هذا قول الحسن وقتادة . وقيل : الباء صلة ومعنى الآية : دعا داع وسأل سائل عذاباً واقعاً للكافرين , أي : على الكافرين ، اللام بمعنى " على " ، وهو النضر بن الحارث حيث دعا على نفسه وسأل العذاب ، فقال : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } الآية [ الأنفال : 32 ] ، فنزل به ما سأل يوم بدر , فقتل صبراً , وهذا قول ابن عباس ومجاهد : { لَيْسَ لَهُ } ، أي للعذاب ، { دافِع } ، مانع .