Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 3-4)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مِنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلمَعَارِج } ، قال ابن عباس : أي ذي السماوات ، سماها معارج لأن الملائكة تعرج فيها . وقال سعيد بن جبير : ذي الدرجات . وقال قتادة : ذي الفواضل والنعم ، ومعارج : الملائكة . { تَعْرُجُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } ، قرأ الكسائي " يعرج " بالياء ، وهي قراءة ابن مسعود ، وقرأ الآخرون " تعرج " بالتاء ، { وٱلرُّوحُ } ، يعني جبريل عليه السلام ، { إليه } أي إلى الله عزّ وجلّ : { فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سنةٍ } ، من سني الدنيا لو صعد غير الملك وذلك أنها تصعد منتهى أمر الله تعالى من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمر الله تعالى من فوق السماء السابعة . روى ليث عن مجاهد أن مقدار هذا خمسون ألف سنة . وقال محمد بن إسحاق : لو سار بنو آدم من الدنيا إلى موضع العرش ساروا خمسين ألف سنة من سني الدنيا . وقال عكرمة وقتادة : هو يوم القيامة . وقال الحسن أيضاً : هو يوم القيامة . وأراد أن موقفهم للحساب حتى يفصل بين الناس خمسون ألف سنة من سني الدنيا ، ليس يعني به مقدار طوله هذا دون غيره , لأن يوم القيامة له أول وليس له آخر لأنه يوم ممدود ، ولو كان له آخر لكان منقطعاً . وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : هو يوم القيامة يكون على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة . أخبرنا أبو الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي , أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي , أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ , حدثنا عبد الله بن سعيد , حدثنا أسد بن موسى , حدثنا ابن لهيعة , عن دراج أبي السمح , عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال " قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة : فما أطول هذا اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا " . وقيل : معناه لو ولي محاسبة العباد في ذلك اليوم غير الله لم يفرغ منه في خمسين ألف سنة . وهذا معنى قول عطاء عن ابن عباس ومقاتل : قال عطاء : ويفرغ الله منه في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا . وروى محمد بن الفضل عن الكلبي قال : يقول لو ولّيتُ حساب ذلك اليوم الملائكة والجنَّ والإنسَ وطوقتُهم محاسبتهم لم يفرغوا منه إلا بعد خمسين ألف سنة ، وأنا أفرغ منها في ساعة واحدة من النهار . وقال يمان : هو يوم القيامة , فيه خمسون موطناً , كل موطن ألف سنة . وفيه تقديم وتأخير كأنه قال : ليس له دافع من الله ذي المعارج في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تعرج الملائكة والروح إليه .