Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 34-39)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونْ * أولئكَ فِى جَنَّاتٍ مُكرَمُون } . { فَمَالِ الذِينَ كَفَرُوا } ، أي : فما بال الذين كفروا ، كقوله : { فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِين } [ المدثر : 49 ] ، { قِبَلَكَ مُهْطِعِين } ، مسرعين مقبلين إليك مادّي أعناقهم ومديمي النظر إليك متطلعين نحوك . نزلت في جماعة من الكفار , كانوا يجتمعون حول النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون كلامه ويستهزئون به ويكذبونه ، فقال الله تعالى : ما لهم ينظرون إليك ويجلسون عندك وهم لا ينتفعون بما يستمعون . { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ عِزِينَ } ، حلقاً وفرقاً ، " والعِزِين " : جماعات في تفرقة ، واحدتها عِزَة . { أَيَطْمَعُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } ، قال ابن عباس : معناه أيطمع كل رجل منهم أن يدخل جنتي كما يدخلها المسلمون ويتنعم فيها وقد كذَّب نبيي ؟ { كلا } ، لا يدخلونها ، ثم ابتدأ فقال : { إِنَّا خَلَقْنَـٰهُم مِّمَّا يَعْلَمُون } ، أي : من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ، نبّه الناس على أنهم خلقوا من أصل واحد وإنما يتفاضلون ويستوجبون الجنة بالإيمان والطاعة . أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي , أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي , أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه , حدثنا موسى بن محمد بن علي , حدثنا جعفر بن محمد الفريابي , حدثنا صفوان بن صالح , حدثنا الوليد بن مسلم , حدثنا جرير بن عثمان الرحبي , عن عبد الرحمن بن ميسرة , عن جبير بن نفير , عن بشر بن جَحَّاش القرشي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم وبصق يوماً في كفه ووضع عليها إصبعه فقال : " يقول الله عزّ وجلّ : " ابن آدم أَنَّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ، حتى إذا سوَّيتُك وعدلتُك ، ومشيت بين بردين ، وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق ، وأنى أوان الصدقة " . وقيل : معناه إنا خلقناهم من أجل ما يعملون وهو الأمر والنهي والثواب والعقاب . وقيل : " ما " بمعنى " من " ، مجازه : إنا خلقناهم ممن يعلمون ويعقلون لا كالبهائم .