Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 1-3)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ } , وكانوا تسعة من جن نصيبين . وقيل : سبعة ، استمعوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ذكرنا خبرهم في سورة الأحقاف { فَقَالُوۤاْ } ، لما رجعوا إلى قومهم : { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانَاً عجباً } ، قال ابن عباس : بليغاً ، أي قرآناً ذا عجب يُعجَبُ منه لبلاغته . { يَهْدِىۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ } ، يدعو إلى الصواب من التوحيد والإيمان ، { فَـآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً } . { وَأَنَّهُ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا } ، قرأ أهل الشام والكوفة غير أبي بكر عن عاصم : { وَأَنَّهُ تَعَـٰلَىٰ } بفتح الهمزة وكذلك ما بعده إلى قوله : { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ } ، وقرأ الآخرون بكسرهن , وفتح أبو جعفر منها " وأنه " وهو ما كان مردوداً إلى الوحي ، وكسر ما كان حكاية عن الجن . والاختيار كسر الكل لأنه من قول الجن لقومهم ، فهو معطوف على قوله : { فَقَالُوۤاْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانَاً عَجَباً } ، وقالوا : { وَأَنَّهُ تَعَـٰلَىٰ } . ومن فتح ردَّه على قوله : " فَـآمَنَّا به " وآمنا بكل ذلك ؛ ففتح " أنّ " لوقوع الإيمان عليه . { جَدُّ ربِّنا } ، جلال ربنا وعظمته ، قاله مجاهد وعكرمة وقتادة . يقال : جَدّ الرجلُ , أي : عَظُمَ ، ومنه قول أنس : كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدّ فينا ، أي : عظم قدره . وقال السدي : " جَدُّ ربِّنا " أي أمر ربنا : وقال الحسن : غنى ربنا . ومنه قيل للجد : حظ ، ورجل مجدود . وقال ابن عباس : قدرة ربنا . قال الضحاك : فعله . وقال القرظي : آلاؤه ونعماؤه على خلقه . وقال الأخفش : علا ملك ربنا . { مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةً وَلاَ وَلَدا } ، قيل : تعالى جل جلاله وعظمته عن أن يتخذ صاحبةً أو ولداً .