Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 4-6)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا } ، جاهلنا ، قال مجاهد وقتادة : هو إبليس ، { عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً } ، كذباً وعدواناً وهو وصفه بالشريك والولد . { وَأَنَّا ظَنَنَّآ } ، حسبنا ، { أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ } ، قرأ يعقوب " تَقَوَّل " بفتح الواو وتشديدها , { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } ، أي : كنا نظنهم في قولهم إن لله صاحبة وولداً حتى سمعنا القرآن . قال الله تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ } ، وذلك أن الرجل من العرب في الجاهلية كان إذا سافر فأمسى في أرض قفر , قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه ، فيبيت في أمن وجوار منهم حتى يصبح . أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي , أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي , أخبرنا ابن فنجويه , حدثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك , حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق المروزي , حدثنا موسى بن سعيد بن النعمان بطرسوس , حدثنا فروة بن أبي المغراء الكندي , حدثنا القاسم بن مالك , عن عبد الرحمن بن إسحاق , عن أبيه , عن كردم بن أبي سائب الأنصاري قال : خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، فآوانا المبيت إلى راعي غنم ، فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملاً من الغنم ، فوثب الراعي فقال : يا عامر الوادي جارك , فنادى منادٍ لا نراه ، يقول : يا سرحان أرسله ، فأتى الحمل يشتد حتى دخل الغنم ولم تصبه كدمة ، فأنزل الله عزّ وجلّ على رسوله صلى الله عليه وسلم بمكة { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ } ، { فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } ، يعني زاد الإنسُ الجنَ باستعاذتهم بقادتهم رهقاً . قال ابن عباس : إثماً . قال مجاهد : طغياناً . قال مقاتل : غيّاً . قال الحسن : شراً قال إبراهيم : عظمة وذلك أنهم كانوا يزدادون بهذا التعوذ طغياناً ، يقولون : سدنا الجن والإنس ، و " الرَّهق " في كلام العرب : الإثم وغشيان المحارم .