Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 20-28)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُو رَبِّى } ، قرأ أبو جعفر , وعاصم , وحمزة : " قل " على الأمر ، وقرأ الآخرون : " قال " يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما أدعو ربي " , قال مقاتل : وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لقد جئت بأمر عظيم فارجع عنه فنحن نجيرك ، فقال لهم : إنما أدعو ربي ، { وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أحداً } . { قُلْ إِنِّى لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً } ، لا أقدر أن أدفع عنكم ضراً ، { وَلاَ رَشَداً } ، أي لا أسوق إليكم رشداً ، أي : خيراً يعني أن الله يملكه . { قُلْ إِنِّى لَن يُجِيرَنِى مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٌ } ، لن يمنعني منه أحد إن عصيته . { وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلتحداً } ، ملجأ أميل إليه . ومعنى " الملتحد " أي : المائل ، قال السدي : حرزاً . وقال الكلبي : مدخلاً في الأرض مثل السِّرب . { إِلاَّ بَلاَغاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَـٰلَـٰتِهِ } ، ففيه الجوار والأمن والنجاة ، قاله الحسن . قال مقاتل : ذلك الذي يجيرني من عذاب الله ، يعني التبليغ . وقال قتادة : إلا بلاغاً من الله فذلك الذي أملكه بعون الله وتوفيقه . وقيل : لا أملك لكم ضراً ولا رشداً لكن أبلغ بلاغاً من الله فإنما أنا مرسل به لا أملك إلا ما ملكت . { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ ورسولَهُ } ، ولم يؤمن ، { فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدَاً } . { حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ } ، يعني العذاب يوم القيامة ، { فَسَيَعْلَمُونَ } ، عند نزول العذاب ، { مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عدداً } ، أهم أم المؤمنون . { قُلْ إِنْ أَدْرِىۤ } ، أي ما أدري ، { أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ } ، يعني العذاب وقيل القيامة ، { أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّىۤ أمَداً } , أجلاً وغاية تطول مدتها يعني : أن علم وقت العذاب غيب لا يعلمه إلا الله . { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ } رفع على نعت ، قوله " ربي " ، وقيل : هو عالم الغيب : { فَلاَ يُظْهِر } ، لا يطلع ، { عَلَىٰ غَيْبِهِ أحداً * إِلاَّ مَن ٱرْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } ، إلا من يصطفيه لرسالته فيظهره على ما يشاء من الغيب لأنه يستدل على نبوته بالآية المعجزة بان يخبر عن الغيب ، { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيهِ ومِنْ خلفِهِ رَصَداً } ، ذكر بعض الجهات دلالة على جميعها رصداً أي : يجعل بين يديه وخلفه حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين أن يسترقوا السمع ، ومن الجن أن يستمعوا الوحي فيلقوا إلى الكهنة . قال مقاتل وغيره : كان الله إذا بعث رسولاً أتاه إبليس في صورة مَلَك يخبره فيبعث الله من بين يديه ومن خلفه رصداً من الملائكة يحرسونه ويطردون الشياطين ، فإذا جاءه شيطان في صورة ملك أخبروه بأنه شيطان ، فاحذره وإذا جاءه ملك قالوا له : هذا رسول ربك . { لِيَعْلَمَ } ، قرأ يعقوب : " ليُعْلم " بضم الياء أي ليعلم الناس ، { أن } الرسل ، { قَدْ أبْلَغُوا } ، وقرأ الآخرون بفتح الياء أي : " ليَعلم " الرسولُ أن الملائكة قد أبلغوا ، { رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيهِمْ } ، أي : علم الله ما عند الرسل فلم يخفَ عليه شيء ، { وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَىْءٍ عَدداً } ، قال ابن عباس : أحصى ما خلق وعرف عدد ما خلق فلم يفُتْهُ علمُ شيءٍ حتى مثاقيل الدر والخردل ، ونصب " عدداً " على الحال ، وإن شئت على المصدر ، أي عدّ عدًّا .