Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 18-19)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ } ، يعني المواضع التي بنيت للصلاة وذكر الله ، { فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أحَداً } ، قال قتادة : كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله ، فأمر الله المؤمنين أن يخلصوا لله الدعوة إذا دخلوا المساجد وأراد بها المساجد كلها . وقال الحسن : أراد بها البقاع كلها لأن الأرض جعلت كلها مسجداً للنبي صلى الله عليه وسلم . وقال سعيد بن جبير : قالت الجن للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف لنا أن نأتي المسجد وأن نشهد معك الصلاة ونحن ناؤون ؟ فنزلت : { وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ } . وروي عن سعيد بن جبير أيضاً : أن المراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها الإنسان وهي سبعة : الجبهة واليدان والركبتان والقدمان ؟ يقول : هذه الأعضاء التي يقع عليها السجود مخلوقة لله فلا تسجدوا عليها لغيره . أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي , أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ , أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب , حدثنا علي بن الحسن الهلالي والسري بن خزيمة قالا : حدثنا يعلى بن أسد , حدثنا وُهيب , عن عبد الله بن طاووس , عن أبيه , عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء : الجبهة - وأشار بيده إليها - واليدين , والركبتين , وأطراف القدمين ولا أكف الثوب ولا الشعر " . فإن جعلت المساجد مواضع الصلاة , فواحدها مسجِد , بكسر الجيم ، وإن جعلتها الأعضاء فواحدها مسجَد , بفتح الجيم . { وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ } ، قرأ نافع وأبو بكر بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بفتحها ، { لَّمَا قَامَ عَبْدُ ٱللَّهِ } ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، { يدعوه } ، يعني يعبده ويقرأ القرآن , وذلك حين كان يصلي ببطن نخلة ويقرأ القرآن ، { كادوا } ، يعني الجن ، { يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدا } ، أي يركب بعضهم بعضاً ، ويزدحمون حرصاً على استماع القرآن . هذا قول الضحاك ورواية عطية عن ابن عباس . وقال سعيد بن جبير عنه : هذا من قول النفر الذين رجعوا إلى قومهم من الجن أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واقتدائهم به في الصلاة . وقال الحسن وقتادة وابن زيد يعني لما قام عبد الله بالدعوة تلبدت الإنس والجن ، وتظاهروا عليه ليبطلوا الحق الذي جاءهم به ، ويطفئوا نور الله , فأبى الله إلا أن يتم نوره ، ويتم هذا الأمر , وينصره على من ناوأه . وقرأ هشام عن ابن عامر " لُبداً " بضم اللام ، وأصل " اللبد " : الجماعات بعضها فوق بعض ، ومنه سمى اللبد الذي يفرش لتراكمه , وتلبد الشعر : إذا تراكم .