Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 15-20)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَـٰهِداً عَلَيْكُمْ كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً } . { فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذْنَـٰهُ أَخْذاً وَبِيلاً } ، شديداً ثقيلاً ، يعني عاقبناه عقوبة غليظة يخوف كفار مكة . { فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ } ، أي : كيف لكم بالتقوى يوم القيامة إذ كفرتم في الدنيا يعني لا سبيل لكم إلى التقوى إذا وافيتم يوم القيامة ؟ وقيل : معناه كيف تتقون العذاب يوم القيامة وبأي شيء تتحصنون منه إذا كفرتم ؟ { يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَٰنَ شِيباً } ، شمطاً من هوله وشدته ، وذلك حين يقال لآدم قم فابعث بعث النار من ذريتك . ثم وصف هول ذلك اليوم فقال : { ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } ، متشقق لنزول الملائكة به أي : بذلك المكان . وقيل : الهاء ترجع إلى الرب أي : بأمره وهيبته ، { كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً } ، كائناً . { إِنَّ هَـٰذِهِ } ، أي : آيات القرآن { تذكرةٌ } ، تذكير وموعظة { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلا } ، بالإيمان والطاعة . { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ } ، أقل من ، { ثُلُثَىِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَه وثُلُثَهُ } ، قرأ أهل مكة والكوفة : " نِصْفَهُ وثلثَهُ " ، بنصب الفاء والثاء وإشباع الهاءين ضماً ، أي : وتقوم نصفه وثلثه وقرأ الآخرون بجر الفاء والثاء وإشباع الهاءين كسراً , عطفاً على ثلثي ، { وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ معك } , يعني المؤمنين وكانوا يقومون معه ، { وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيْلَ والنَّهَارَ } ، قال عطاء : يريد لا يفوته علم ما تفعلون ، أي أنه يعلم مقادير الليل والنهار فيعلم القدر الذي تقومون من الليل ، { علمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ } ، قال الحسن : قاموا حتى انتفخت أقدامهم ، فنزل : { عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ } أي ، لن تطيقوا معرفة ذلك . وقال مقاتل : كان الرجل يصلي الليل كله ، مخافة أن لا يصيب ما أمر به من القيام ، فقال : علم أن لن تحصوه لن تطيقوا معرفة ذلك . { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } ، فعاد عليكم بالعفو والتخفيف ، { فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ } ، يعني في الصلاة ، قال الحسن : يعني في صلاة المغرب والعشاء . قال قيس بن أبي حازم : صليت خلف ابن عباس بالبصرة فقرأ في أول ركعة بالحمد وأول آية من البقرة ، ثم قام في الثانية فقرأ بالحمد والآية الثانية من البقرة ، ثم ركع ، فلما انصرف أقبل علينا فقال : إن الله عزّ وجلّ يقول : فاقرؤوا ما تيسر منه . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أبو منصور السمعاني , حدثنا أبو جعفر الرياني , حدثنا حميد بن زنجويه , حدثنا عثمان بن أبي صالح , حدثنا ابن لهيعة , حدثني حميد بن مخراق , عن أنس بن مالك أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من قرأ خمسين آية في يوم أو في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية لم يحاجّه القرآن يوم القيامة ، ومن قرأ خمسمائة آية كُتب له قنطار من الأجر " . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر , أخبرنا عبد الغافر بن محمد , أخبرنا محمد بن عيسى , حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان , حدثنا مسلم بن الحجاج , حدثني القاسم بن زكريا , حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى بن كثير عن محمد عبد الله بن عبد الرحمن مولى بني زهرة عن أبي سلمة " عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ القرآن في كل شهر " قال قلت : إني أجد قوة ، قال : " فاقرأه في كل عشرين ليلة " , قال قلت : إني أجد قوة ، قال : " فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك " . قوله عزّ وجلّ : { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ } ، يعني المسافرين للتجارة يطلبون من رزق الله ، { وَءَاخَرُونَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، لا يطيقون قيام الليل . روى إبراهيم عن ابن مسعود قال : أيما رجل جلب شيئاً ما إلى مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً فباعه بسعر يومه كان عند الله بمنزلة الشهداء ، ثم قرأ عبد الله : { وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ } يعني المسافرين للتجارة يطلبون رزق الله ، { وَءَاخَرُونَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } . { فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ } ، أي ما تيسر عليكم من القرآن . قال أهل التفسير كان هذا في صدر الإسلام ثم نسخ بالصلوات الخمس ، وذلك قوله { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقْرِضُواُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } ، قال ابن عباس : يريد ما سوى الزكاة من صلة الرحم ، وقرى الضيف . { وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْراً } ، تجدوا ثوابه في الآخرة أفضل مما أعطيتم ، { وَأَعْظَمَ أَجْراً } ، من الذي أخرتم ، ولم تقدموه ، ونصب " خَيْراً وَأَعْظَمَ " على المفعول الثاني ، فإن الوجود إذا كان بمعنى الرؤية يتعدى إلى مفعولين ، وهو فصل في قول البصريين ، وعماد في قول الكوفيين ، لا محل له في الإعراب . أخبرنا أبو القاسم يحيى بن علي الكشميهني , أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي البخاري بالكوفة , أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الفقيه بالموصل , حدثنا أبو يعلى الموصلي , حدثنا أبو خيثمة , حدثنا جرير , عن الأعمش , عن إبراهيم التيمي , عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه " ؟ قالوا : يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه ، قال : " اعلموا ما تقولون " ، قالوا : ما نعلم إلا ذلك يا رسول الله ، قال : " ما منكم رجل إلا مال وارثه أحب إليه من ماله " , قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال : " إنما مال أحدكم ما قدم ومال وارثه ما أخر " . { وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ } ، لذنوبكم ، { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .