Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 18-18)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّهُ فَكَّرَ وقَدَّرَ } الآيات , وذلك أن الله تعالى لما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم : { حم تَنْزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللهِ العَزِيزِ العَلِيمْ } إلى قوله : { المَصِيرُ } [ غافر : 1 - 3 ] قام النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته ، فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه لقراءته القرآن أعاد قراءة الآية ، فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم ، فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلو وما يُعلى ، ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش : سحره محمد صبأ والله الوليد ، والله لتصبون قريش كلهم ، وكان يقال للوليد : ريحانة قريش ، فقال لهم أبو جهل : أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزيناً ، فقال له الوليد : مالي أراك حزيناً يا ابن أخي ؟ قال : وما يمنعني أن لا أحزن وهذه قريش يجمعون لك النفقة يعينونك على كبر سنك ويزعمون أنك زيَّنت كلام محمد وأنك تدخل على ابن أبي كبشة ، وابن أبي قحافة , لتنال من فضل طعامهم ، فغضب الوليد ، فقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالاً وولداً ، وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام فيكون لهم فضل من الطعام ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه ، فقال لهم : تزعمون أن محمداً مجنون , فهل رأيتموه يخنق قط ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه قط تكهن ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه ينطق بشعر قط ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب ؟ قالوا : لا - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة , من صدقه - فقالت قريش للوليد : فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر ثم عبس ، فقال : ما هو إلا ساحر ، أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله ومواليه وولده ؟ فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر ، فذلك قوله عزّ وجلّ : { إِنَّهُ فَكَّرَ } في محمد والقرآن { وقَدَّرَ } في نفسه ماذا يمكنه أن يقول في محمد والقرآن .