Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 1-4)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا يحيى , حدثنا وكيع , عن علي بن المبارك , عن يحيى بن أبي كثير قال : سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن ؟ قال : { يَا أيُّهَا المُدّثّر } ، قلت : يقولون : { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ } [ العلق : 1 ] ؟ فقال أبو سلمة : سألت جابر بن عبد الله عن ذلك ، فقلت له مثل الذي قلت ، فقال جابر : لا أحدثك إلا بما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت , فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئاً , ونظرت عن شمالي فلم أر شيئاً , ونظرت أمامي فلم أر شيئاً , ونظرت خلفي فلم أر شيئاً ، فرفعت رأسي فرأيت شيئاً , فأتيت خديجة فقلت : دثروني وصبوا علي ماء بارداً ، قال : فدثروني وصبوا علي ماء بارداً ، قال فنزلت : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } " . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا عبد الله بن يوسف , حدثنا الليث , عن عُقيل قال ابن شهاب : سمعت أبا سلمة قال : أخبرني جابر بن عبد الله : قال : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي : " فبينا أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض ، فخشيت حتى هويت إلى الأرض ، فجئت أهلي فقلت : زملوني زملوني فزملوني ، فأنزل الله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ } ، إلى قوله : { فَٱهْجُرْ } قال أبو سلمة : والرجز الأوثان ، ثم حمي الوحي وتتابع " . قوله عزّ وجلّ : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ } أي : أنذر كفار مكة . { ورَبَّكَ فَكَبِّرْ } عظمه عمّا يقوله عبدة الأوثان . { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } ، قال قتادة ومجاهد : نفسك فطهر عن الذنب ، فكنى عن النفس بالثوب ، وهو قول إبراهيم والضحاك والشعبي والزهري . وقال عكرمة : سئل ابن عباس عن قوله : { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } ، فقال : لا تلبسها على معصية ولا على غدر ، ثم قال : أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي : @ وإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع @@ والعرب تقول في وصف الرجل بالصدق والوفاء : إنه طاهر الثياب ، وتقول لمن غدر : إنه لدنس الثياب ، وقال أُبيُّ بن كعب : لا تلبسها على غدر ولا على ظلم ولا إثم ، البسها وأنت برّ جواد طاهر . وروى أبو روق عن الضحاك معناه : وعملك فأصلح . قال السدي : يقال للرجل إذا كان صالحاً : إنه لطاهر الثياب ، وإذا كان فاجراً إنه لخبيث الثياب . وقال سعيد بن جبير : وقلبك ونيتك فطهر . وقال الحسن والقرظي : وخلقك فحسّنْ . وقال ابن سيرين وابن زيد : أمر بتطهير الثياب من النجاسات التي لا تجوز الصلاة معها ، وذلك أن المشركين كانوا لا يتطهرون ولا يطهرون ثيابهم . وقال طاووس : وثيابك فقصر لأن تقصير الثياب طهرة لها .