Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 19-24)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَٰنٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً } ، قال عطاء : يريد في بياض اللؤلؤ وحسنه , واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط ، كان أحسن منه منظوماً . وقال أهل المعاني : إنما شُبِّهوا بالمنثور لانتثارهم في الخدمة ، فلو كانوا صفاً لشبهوا بالمنظوم . { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ } ، أي إذا رأيت ببصرك ونظرت به ثَمَّ يعني في الجنة ، { رَأَيْتَ نَعِيماً } ، لا يوصف ، { وَمُلْكاً كَبِيراً } ، وهو أن أدناهم منزلة ينظر إلى ملكه في مسيرة ألف عام يرى أقصاه كما يرى أدناه . قال مقاتل والكلبي : هو أن رسول ربِّ العزة من الملائكة لا يدخل عليه إلا بإذنه . وقيل : مُلكاً لا زوال له . { عَـٰلِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ } ، قرأ أهل المدينة وحمزة : " عاليْهِم " ساكنة الياء مكسورة الهاء ، فيكون في موضع رفع بالابتداء ، وخبره : ثياب سندس ، وقرأ الآخرون بنصب الياء وضم الهاء على الصفة ، أي فوقهم وهو نصب على الظرف { ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ } ، قرأ نافع وحفص { خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ } مرفوعاً عطفاً على الثياب ، وقرأهما حمزة والكسائي مجرورين ، وقرأ ابن كثير وأبو بكر " خضرٍ " بالجر " واستبرقٌ " بالرفع ، وقرأ أبو جعفر وأهل البصرة والشام على ضده فالرفع على نعت الثياب والجر على نعت السندس . وإستبرق بالرفع على أنه معطوف على وثيابُ إستبرقٍ فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه كقوله " وأسألِ القرية " أي أهل القرية ، ومثله قوله : خز أي ثوب خز , وأما جر إستبرق فعلى أنه معطوف على سندس وهو جر بإضافة الثياب إليه , وهما جنسان أضيفت الثياب إليهما كما تقول : ثوب خز وكتان فتضيفه إلى الجنسين . { وَحُلُّوۤاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَـٰهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } ، قيل : طاهراً من الأقذار والأقذاء لم تدنسه الأيدي والأرجل كخمر الدنيا . وقال أبو قلابة وإبراهيم : إنه لا يصير بولاً نجساً ولكنه يصير رشحاً في أبدانهم ، ريحه كريح المسك ، وذلك أنهم يؤتون بالطعام , فإذا كان آخر ذلك أتوا بالشراب الطهور ، فيشربون فتطهر بطونهم ويصير ما أكلوا رشحاً يخرج من جلدوهم ريحاً أطيب من المسك الإذفر ، وتضمر بطونهم وتعود شهوتهم . وقال مقاتل : هو عين ماء على باب الجنة من شرب منها نزع الله ما كان في قلبه من غل وغش وحسد . { إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً } , أي ما وصف من نعيم الجنة كان لكم جزاء بأعمالكم وكان سعيكم عملكم في الدنيا بطاعة الله مشكوراً ، قال عطاء : شكرتم عليه فأثيبكم أفضل الثواب . قوله عزّ وجلّ : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ تَنزِيلاً } ، قال ابن عباس : متفرقاً آية بعد آية ، ولم ينزل جملة واحدة . { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ } ، يعني من مشركي مكة ، { ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً } ، يعني وكفوراً ، والألف صلة . قال قتادة : أراد بالآثم الكفور أبا جهل وذلك أنه لما فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نهاه أبو جهل عنها ، وقال : لئن رأيت محمداً يصلي لأطأنّ عنقه . وقال مقاتل : أراد بـ " الآثم " : عتبة بن ربيعة ، وبـ " الكفور " الوليد بن المغيرة ، قالا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت صنعت ما صنعت لأجل النساء والمال فارجع عن هذا الأمر ، قال عتبة : فأنا أزوجك ابنتي وأسوقها إليك بغير مهر ، وقال الوليد : أنا أعطيك من المال حتى ترضى ، فارجع عن هذا الأمر ، فأنزل الله هذه الآية .