Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 33-50)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَأَنَّهُ } رد الكناية إلى اللفظ ، { جِمَالَةٌ } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص : " جمالة " على جمع الجمل , مثل حجر وحجارة ، وقرأ يعقوب بضم الجيم بلا ألف , أراد : الأشياء العظام المجموعة ، وقرأ الآخرون : " جمالات " بالألف وكسر الجيم على جمع الجمال ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير : هي حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض ، حتى تكون كأوساط الرجال ، { صُفْرٌ } ، جمع الأصفر ، يعني لون النار . وقيل : " الصفر " معناه : السود , لأنه جاء في الحديث أن شرر نار جهنم أسود كالقير , والعرب تسمي سود الإبل صفراً لأنه يشوب سوادها شيء من صفرة كما يقال لبيض الظباء : أدم , لأن بياضها يعلوه كدرة . { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } ، وفي القيامة مواقف ، ففي بعضها يختصمون ويتكلمون , وفي بعضها يختم على أفواههم فلا ينطقون . { وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } ، رفع عطف على قوله : " يؤذن " , قال الجنيد : أي لا عذر لمن أعرض عن مُنْعِمهِ وكفر بأياديه ونِعَمِه . { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } ، بين أهل الجنة والنار ، { جَمَعْنَاكُمْ وَٱلأَوَّلِينَ } ، يعني مكذبي هذه الأمة والأولين الذين كذبوا أنبياءهم . { فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ } ، قال مقاتل : إن كانت لكم حيلة فاحتالوا لأنفسكم . { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى ظِلَـٰلٍ } ، جمع ظل أي في ظلال الشجر ، { وَعُيُونٍ } , الماء . { وَفَوَٰكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } . ويقال لهم : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ، في الدنيا بطاعتي . { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } . ثم قال لكفار مكة : { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً } ، في الدنيا ، { إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } , مشركون بالله عزّ وجلّ مستحقون للعذاب . { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * إذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ } صلُّوا , { لاَ يَرْكَعُونَ } , لا يصلُّون ، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : إنما يقال لهم هذا يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون . { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ } بعد القرآن ، { يُؤْمِنُونَ } , إذا لم يؤمنوا به .