Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 51-54)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذَلِكَ } أي : ذلك الضرب الذي وقع بكم ، { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } ، أي : بما كسبت أيديكم ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } . { كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ } ، كفعل آل فرعون وصنيعهم وعادتهم ، معناه : أن عادة هؤلاء في كفرهم كعادة آل فرعون . قال ابن عباس : هو أن آل فرعون أيقنوا أن موسى نبي من الله فكذّبوه ، كذلك هؤلاء جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق فكذبوه ، فأنزل الله بهم عقوبته كما أنزل بآل فرعون ، { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، أي : { كَفَرُواْ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } . { ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } ، أراد أن الله تعالى لا يغيّر ما أنعم على قوم حتى يغيِّروا هم ما بهم ، بالكفران وترك الشكر ، فإذا فعلوا ذلك غيّر الله ما بهم ، فسلبهم النعمة . وقال السدي : نعمة الله محمد صلى الله عليه وسلم أنعم الله به على قريش وأهل مكة ، فكذّبوه وكفروا به فنقله الله إلى الأنصار ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . { كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ } ، كصنيع آل فرعون ، { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، من كفار الأمم ، { كَذَّبُواْ بآيَـٰتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَـٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ } ، أهلكنا بعضهم بالرجفة ، وبعضهم بالخسف وبعضهم بالمسخ ، وبعضهم بالريح ، وبعضهم بالغرق ، فكذلك أهلكنا كفار بدر بالسيف ، لمَّا كذّبوا بآيات ربَهم ، { وَأَغْرَقْنَآ ءَالَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَـٰلِمِينَ } ، يعني : الأولين والآخرين .