Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 55-58)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } قال الكلبي ومقاتل : يعني يهود بني قريظة ، منهم كعب بن الأشرف وأصحابه . { ٱلَّذِينَ عَـٰهَدْتَّ مِنْهُمْ } ، يعني : عاهدتهم ، وقيل : أي : عاهدت معهم . وقيل : أدخل " مِنْ " لأن معناه أخذت منهم العهد ، { ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ } ، وهم بنو قريظة نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعانوا المشركين بالسلاح على قتال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم قالوا : نسينا وأخطأنا فعاهدهم الثانية ، فنقضوا العهد ومالؤوا الكفار على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ، وركب كعبُ بن الأشرف إلى مكة ، فوافقهم على مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم ، { وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } ، لا يخافون الله تعالى في نقض العهد . { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ } ، تَجِدَنّهم ، { فِى ٱلْحَرْبِ } ، قال مقاتل : إن أدركتهم بالحرب وأسرتهم ، { فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } ، قال ابن عباس : فنكِّلْ بهم مَنْ وَرَائهم . وقال سعيد بن جبير : أنذر بهم من خلفهم . وأصل التشريد : التفريق والتبديد ، معناه : فرِّقْ بهم جمع كل ناقض ، أي : افعل بهؤلاء الذين نقضوا عهدك وجاؤوا لحربك فعلاً من القتل والتنكيل ، يَفْرَقُ منك ويخافك مَنْ خلفهم من أهل مكة واليمن ، { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } ، يتذكرون ويعتبرون فلا ينقضون العهد . { وَإِمَّا تَخَافَنَّ } ، أي : تعلمن يا محمد ، { مِن قَوْمٍ } ، معاهدين ، { خِيَانَةً } ، نقضَ عهد بما يظهر لكم من آثار الغدر كما ظهر من قريظة والنضير ، { فَٱنبِذْ إِلَيْهِمْ } ، فاطرح لهم عهدهم ، { عَلَىٰ سَوَآءٍ } ، يقول : أعلِمْهمْ قبلَ حربك إيّاهم أنك قد فسخت العهد بينك وبينهم حتى تكون أنت وهم في العلم بنقض العهد سواءً ، فلا يتَّهِمُوا أنك نقضت العهد بنصب الحرب معهم ، { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَـٰئِنِينَ } . أخبرنا محمد بن الحسن المروزي ، أنا أبو سهل محمد بن عمرو بن طرفة السجزي ، أنا أبو سليمان الخطابي أنا أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة التمار ، ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، ثنا حفص بن عمر النمري ، ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر رجل من حِمْيَر قال : كان بين معاوية وبين الروم عهدٌ ، وكان يسير نحو بلادهم ، حتى إذا انقضى العهد غزاهم ، فجاء رجل على فرس وهو يقول : الله أكبر الله أكبر وفاء لا غدر ، فنظر فإذا هو عمرو بن عَبْسة ، فأرسل إليه معاوية فسأله فقال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " مَنْ كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم عهدهم على سواء " فرجع معاوية رضي الله عنه .