Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 22-31)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } ، أحياه بعد موته . { كَلاَّ } ، رداً عليه , أي : ليس كما يقول ويظن هذا الكافر , وقال الحسن : حقاً . { لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } ، أي لم يفعل ما أمره الله به ولم يؤد ما فرض عليه ، ولما ذكر خلق ابن آدم ذكر رزقه ليعتبر فقال : { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَـٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } ، كيف قدره ربه ودبره له وجعله سبباً لحياته . وقال مجاهد : إلى مدخله ومخرجه . ثم بَيَّن فقال : { أَنّا } قرأ أهل الكوفة " أَنَّا " بالفتح على تكرير الخافض ، مجازه : فلينظر إلى أنا ، وقرأ الآخرون بالكسر على الاستئناف . { صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } ، يعني المطر . { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } , بالنبات . { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } ، يعني الحبوب التي يُتغذى بها . { وَعِنَباً وَقَضْباً } ، وهو القت الرطب ، سمي بذلك لأن يقضب في كل الأيام أي يقطع . وقال الحسن : القضب : العلف للدواب . { وَزَيْتُوناً } ، وهو ما يعصر منه الزيت ، { وَنَخْلاً } ، جمع نخلة . { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } ، غلاظ الأشجار , واحدها أغلب ، ومنه قيل لغليظ الرقبة : أغلب . وقال مجاهد ومقاتل : الغُلْب : الشجر الملتفة بعضها في بعض ، قال ابن عباس : طوالاً . { وَفَـٰكِهَةً } ، يريد ألوان الفواكه ، { وَأَبّاً } ، يعني الكلأ والمرعى الذي لم يزرعه الناس ، مما يأكله الأنعام والدواب . قال عكرمة : " الفاكهة " ما يأكله الناس ، و " الأَبُّ " ما يأكله الدواب . ومثله عن قتادة قال : الفاكهة لكم والأَبُّ لأنعامكم . وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ما أنبتت الأرض مما يأكل الناس والأنعام . وروي عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر سئل عن قوله : " وفاكهة وأبّاً " فقال : أيّ سماء تظلني وأيّ أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم . وروى ابن شهاب عن أنس أنه سمع عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية ثم قال : كل هذا قد عرفنا فما الأبُّ ؟ ثم رفع عصاً كانت بيده وقال : هذا والله لَعَمْرُ الله التكلف ، وما عليك يا ابن أم عمر أن لا تدري ما الأبُّ ، ثم قال : اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب ، وما لا تبين فدعوه .