Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 14-21)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَّرْفُوعَةٍ } ، رفيعة القدر عند الله عزّ وجلّ , وقيل : مرفوعة يعني في السماء السابعة . { مُّطَهَّرَةٍ } ، لا يمسها إلا المطهرون ، وهم الملائكة . { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } ، قال ابن عباس ومجاهد : كَتَبَة ، وهم الملائكة الكرام الكاتبون ، واحدهم سافر ، يقال : سفرت أي كتبت . ومنه قيل للكاتب : سافر , وللكتاب : سِفْرٌ , وجمعه : أسفار . وقال الآخرون : هم الرسل من الملائكة واحدهم سفير ، وهو الرسول ، وسفير القوم الذي يسعى بينهم للصلح ، وسفرت بين القوم إذا أصلحت بينهم . ثم أثنى عليهم فقال : { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } ، أي : كرامٍ على الله , بررة مطيعين , جمع بار . قوله عزّ وجلّ : { قُتِلَ ٱلإِنسَـٰنُ } ، أي لعن الكافر . قال مقاتل : نزلت في عتبة بن أبي لهب { مَآ أَكْفَرَهُ } ، ما أشد كفره مع كثرة إحسانه إليه وأياديه عنده ، على طريق التعجب ، قال الزجَّاج : معناه اعجبوا أنتم من كفره . وقال الكلبي ومقاتل : هو " ما " الاستفهام ، يعني : أي شيء حمله على الكفر ؟ ثم بيَّن من أمره ما كان ينبغي معه أن يعلم أن الله خالقه فقال : { مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُ } ، لفظه استفهامٌ ومعناه التقرير . ثم فسره فقال : { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } ، أطواراً : نطفة ثم علقة إلى آخر خلقه , قال الكلبي : قدَّر خلقه , رأسه وعينيه ويديه ورجليه . { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } ، أي طريق خروجه من بطن أمه . قاله السدي ومقاتل ، والحسن ومجاهد : يعني طريق الحق والباطل , سهل له العلم به ، كما قال : { إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ } [ الإنسان : 3 ] { وَهَدَيْنَـٰهُ ٱلنَّجْدَينِ } [ البلد : 10 ] ، وقيل : يسر على كل أحد ما خلقه له وقدَّره عليه . { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } ، جعل له قبراً يوارى فيه . قال الفراء : جعله مقبوراً ولم يجعله ممن يلقى كالسباع والطيور . يقال قبرت الميت إذا دفنته ، وأقبره الله : أي صيَّره بحيث يقبر ، وجعله ذا قبر ، كما يقال : طردت فلاناً والله أطرده أي صيره طريداً .