Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 81, Ayat: 12-19)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } ، قرأ أهل المدينة والشام , وحفص عن عاصم : " سُعِّرت " بالتشديد ، وقرأ الباقون بالتخفيف أي : أوقدت لأعداء الله . { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } ، قُرّبت لأولياء الله . { عَلِمَتْ } , عند ذلك { نَفْسٌ } أي : كل نفس { مَّآ أَحْضَرَتْ } , من خير أو شر ، وهذا جواب لقوله : { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } وما بعدها . قوله عزّ وجلّ : { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ } ، " لا " زائدة , معناه : أقسم بالخنس ، { ٱلْجَوَارِ ٱلْكُنَّسِ } , قال قتادة : هي النجوم تبدو بالليل وتخنس بالنهار ، فتُخفى فلا تُرى . وعن علي أيضاً : أنها الكواكب تخنس بالنهار فلا ترى ، وتكنس تأوي إلى مجاريها . وقال قوم : هي النجوم الخمسة : زحل , والمشتري , والمريخ , والزهرة , وعطارد ، تخنس في مجراها , أي : ترجع وراءها وتكنس : تستتر وقت اختفائها وغروبها ، كما تكنس الظباء في مغارها . وقال ابن زيد : معنى " الخنس " أنها تخنس أي : تتأخر عن مطالعها في كل عام تأخراً تتأخره عن تعجيل ذلك الطلوع ، تخنس عنه . و " الكُنَّس " أي تكنس بالنهار فلا ترى . وروى الأعمش عن إبراهيم , عن عبد الله أنها هي الوحش . وقال سعيد بن جبير : هي الظباء . وهي رواية العوفي عن ابن عباس . وأصل الخنوس : الرجوع إلى وراء ، والكنوس : أن تأوي إلى مكانسها ، وهي المواضع التي تأوي إليها الوحوش . { وَٱلَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } ، قال الحسن : أقبل بظلامه . وقال الآخرون : أدبر . تقول العرب : عسعس الليل وسعسع : إذا أدبر ولم يبق منه إلا اليسير . { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } ، أقبل وبدا أوله , وقيل امتد ضوءه وارتفع . { إِنَّهُ } ، يعني القرآن ، { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } ، يعني جبريل , أي : نزل به جبريل عن الله تعالى .