Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 20-23)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذِي قُوَّةٍ } ، وكان من قوته أنه اقتلع قريات قوم لوط من الماء الأسود وحملها على جناحه فرفعها إلى السماء ثم قلبها ، وأنه أبصر إبليس يكلم عيسى على بعض عقاب الأرض المقدسة فنفخه بجناحه نفخة ألقاه إلى أقصى جبل بالهند ، وأنه صاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين ، وأنه يهبط من السماء إلى الأرض ويصعد في أسرع من الطير ، { عِندَ ذِى ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } ، في المنزلة . { مُّطَـٰعٍ ثَمَّ } ، أي في السموات تطيعه الملائكة , ومِنْ طاعة الملائكة إياه أنهم فتحوا أبواب السموات ليلة المعراج بقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفتح خزنة الجنة أبوابها بقوله ، { أمين } ، على وحي الله ورسالته إلى أنبيائه . { وَمَا صَـٰحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } ، يقول لأهل مكة : وما صاحبكم يعني محمداً صلى الله عليه وسلم بمجنون . وهذا أيضاً من جواب القسم , أقسم على أن القرآن نزل به جبريل ، وأن محمداً ليس كما يقوله أهل مكة ، وذلك أنهم قالوا إنه مجنون ، وما يقول يقوله من عند نفسه . { وَلَقَدْ رَءَاهُ } ، يعني رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته ، { بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } ، وهو الأفق الأعلى من ناحية المشرق ، قاله مجاهد وقتادة . أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي , أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي , أخبرني ابن فنجويه , حدثنا محمد بن جعفر , حدثنا الحسن ابن عليوة , حدثنا إسماعيل بن عيسى , حدثنا إسحاق بن بشر , أخبرنا ابن جريح , عن عكرمة ومقاتل " عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : " إني أحب أن أراك في صورتك التي تكون فيها في السماء " , قال لن تقوى على ذلك ، قال : بلى ، قال : فأين تشاء أن أتخيل لك ؟ قال : بالأبطح ، قال : لا يسعني ، قال : فهاهنا ، قال : لا يسعني ، قال : فبعرفات ، قال : ذلك بالحري أن يسعني فواعده ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في الوقت فإذا هو بجبريل قد أقبل من جبال عرفات بخشخشة وكلكلة ، قد ملأ ما بين المشرق والمغرب ، ورأسه في السماء ورجلاه في الأرض ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم كبّر وخرّ مغشياً عليه . قال : فتحول جبريل في صورته فضمه إلى صدره ، وقال : يا محمد لا تخف فكيف لك لو رأيت إسرافيل ورأسه من تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرض السابعة ، وإن العرش لعلى كاهله ، وإنه ليتضاءل أحياناً من مخافة الله عزّ وجلّ حتى يصير مثل الصعو يعني العصفور ، حتى ما يحمل عرش ربك إلا عظمته " .