Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 24-29)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا هُوَ } ، يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، { عَلَى ٱلْغَيْبِ } ، أي الوحي ، وخبر السماء وما اطلع عليه مما كان غائباً عنه من الأنباء والقصص ، { بِضَنِينٍ } ، قرأ أهل مكة والبصرة والكسائي بالظاء أي بمتهم ، يقال : فلان يظن بمال ويزن أن يتهم به : والظنة : التهمة ، وقرأ الآخرون بالضاد أي يبخل , يقول إنه يأتيه علم الغيب فلا يبخل به عليكم بل يعلمكم ويخبركم به ، ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ما عنده حتى يأخذ عليه حلواناً ، تقول العرب : ضننت بالشيء بكسر النون أَضِنُّ به ضِنّاً وضِنانةً فأنا به ضَنينٌ أي بخيل . { وَمَا هُوَ } ، يعني القرآن ، { بِقَوْلِ شَيْطَـٰنٍ رَّجِيمٍ } ، قال الكلبي : يقول إن القرآن ليس بشعر ولا كهانة كما قالت قريش . { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } ، أي أين تعدلون عن هذا القرآن ، وفيه الشفاء والبيان ؟ قال الزجاج : أي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بينت لكم . ثم بيَّن فقال : { إِنْ هُوَ } ، أي ما القرآن ، { إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَـٰلَمِينَ } ، موعظة للخلق أجمعين . { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } ، أي يتبع الحق ويقيم عليه . { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱلـلَّهُ ربُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله , وفيه إعلام أن أحداً لا يعمل خيراً إلا بتوفيق الله ولا شراً إلا بخذلانه .