Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 82, Ayat: 1-7)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } ، انشقت . { وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ } ، تساقطت . { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ } ، فُجِّر بعضها في بعض , واختلط العذب بالملح , فصارت بحراً واحداً . وقال الربيع : " فجرت " : فاضت . { وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } ، بحثت وقلب ترابها وبعث ما فيها من الموتى أحياءً ، يقال : بعثرت الحوض وبحثرته , إذا قلبته فجعلت أسفله أعلاه . { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } ، قيل : " ما قدمت " من عمل صالح أو سيئ ، و " أخرت " من سنة حسنة أو سيئة . وقيل : " ما قدمت " من الصدقات و " أخرت " من التركات ، على ماذكرنا في قوله : { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } [ القيامة : 13 ] . { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ } ، ما خدعك وسوَّل لك الباطل حتى أضعت ما وجب عليك ، والمعنى : ماذا أمنك من عذابه ؟ قال عطاء : نزلت في الوليد بن المغيرة . وقال الكلبي ومقاتل : نزلت في الأسود بن شريق ضرب النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعاقبه الله عزّ وجلّ ، فأنزل الله هذه الآية يقول : ما الذي غرك بربك الكريم المتجاوز عنك إذ لم يعاقبك عاجلاً بكفرك ؟ قال قتادة : غره عدوه المسلط عليه يعني الشيطان قال مقاتل : غره عفو الله حين لم يعاقبه في أول مره . وقال السدي : غره رفق الله به . وقال ابن مسعود : ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة . فيقول : يا ابن آدم ما غرك بي ؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت ؟ يا ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ؟ . وقيل للفضيل بن عياض : لو أقامك الله يوم القيامة فقال : يا فضيل ما غرك بربك الكريم ؟ ماذا كنت تقول ؟ قال : أقول غرني ستورك المرخاة . وقال يحيى بن معاذ : لو أقامني بين يديه فقال : ما غرك بي ؟ فأقول : غرني بك بِرُّك بي سالفاً وآنفاً . وقال أبو بكر الوراق : لو قال لي : ما غرك بربك الكريم ؟ لقلت : غرني كرم الكريم . قال بعض أهل الإشارة : إنما قال بربك الكريم دون سائر أسمائه وصفاته كأنه لقنه الإجابة حتى يقول : غرني كرم الكريم . { ٱلَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } ، قرأ أهل الكوفة وأبو جعفر " فَعَدَلَكَ " بالتخفيف صرفك وأمالك إلى أي صورة شاء حسناً وقبيحاً وطويلاً وقصيراً . وقرأ الآخرون بالتشديد أي قومك وجعلك معتدل الخلق والأعضاء . { فِيۤ أَيِّ صُورَةٍ مَّا شآءَ رَكَّبَك } ، قال مجاهد والكلبي ومقاتل : في أي شبه من أب أو أم أو خال أو عم . وجاء في الحديث : " إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضر كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ { فِىۤ أَىِّ صُورَةٍ مَّا شاءَ رَكَّبَكَ } " . وذكر الفراء قولاً آخر : { فِيۤ أَىِّ صُورَةٍ مَّا شآءَ رَكَّبَكَ } إن شاء في صورة إنسان وإن شاء في صورة دابة ، أو حيوان آخر .