Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 10-18)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَـٰتُنَا قَالَ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } . { كَلاَّ } ، قال مقاتل : أي لا يؤمنون ، ثم استأنف : { بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي , حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي , أخبرنا إبراهيم بن حزيم الشاشي , أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حميد الكَشي , حدثنا صفوان ابن عيسى , عن ابن عجلان , عن القعقاع بن حكيم , عن أبي صالح , عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها ، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه " ، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } " . وأصل " الرين " : الغلبة ، يقال : رانت الخمرُ على عقله تَرِينُ رَيْناً وريوناً إذا غلبت عليه فسكر ، ومعنى الآية , غلبت على قلوبهم المعاصي وأحاطت بها . قال الحسن : هو الذنب على الذنب حتى يموت القلب . قال ابن عباس : " ران على قلوبهم " طبع عليها . { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { لَّمَحْجُوبُونَ } ، قال ابن عباس : " كلا " يريد : لا يصدقون ، ثم استأنف فقال : { إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } ، قال بعضهم : عن كرامته ورحمته ممنوعون . وقال قتادة : هو ألا ينظر إليهم ولا يزكيهم . وقال أكثر المفسرين : عن رؤيته . قال الحسن : لو علم الزاهدون العابدون أنهم لا يرون ربهم في المعاد لزهقت أنفسهم في الدنيا . قال الحسين بن الفضل : كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته . وسئل مالك عن هذه الآية فقال : لما حجب الله أعداءه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى رأوه . وقال الشافعي رضي الله عنه في قوله : { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } : دلالة على أن أولياء الله يرون الله . ثم أخبر أن الكفار مع كونهم محجوبين عن الله يدخلون النار فقال : { ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ } ، لداخلو النار . { ثُمَّ يُقَالُ } , أي تقول لهم الخزنة ، { هَذَا } ، أي هذا العذاب ، { ٱلَّذِى كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبون } . { كَلاَّ } ، قال مقاتل : لا يؤمن بالعذاب الذي يصلاه . ثم بين محل كتاب الأبرار فقال : { إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } , روينا عن البراء مرفوعاً : " إن عليين في السماء السابعة تحت العرش " . وقال ابن عباس : هو لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه . وقال كعب , وقتادة : هو قائمة العرش اليمنى . وقال عطاء عن ابن عباس : هو الجنة . وقال الضحاك : سدرة المنتهى . وقال بعض أهل المعاني : علو بعد علو وشرف بعد شرف ، ولذلك جمعت بالياء والنون . وقال الفراء : هو اسم موضوع على صيغة الجمع , لا واحد له من لفظه , مثل عشرين وثلاثين .