Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 19-26)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَـٰبٌ مَّرْقُومٌ } ، ليس بتفسير عليين , أي مكتوب أعمالهم , كما ذكرنا في كتاب الفجار ، وقيل : كتب هناك ما أعد الله لهم من الكرامة ، وهو معنى قول مقاتل . وقولهم : رقم لهم يخبر . وتقدير الآية على التقديم والتأخير , مجازها : إن كتاب الأبرار كتاب مرقوم في عليين ، وهو محل الملائكة ، ومثله إن كتاب الفجار كتاب مرقوم في سجين ، وهو محل إبليس وجنده . { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } ، يعني الملائكة الذين هم في عليين , يشهدون ويحضرون ذلك المكتوب ، أو ذلك الكتاب إذا صعد به إلى عليين . { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } ، إلى ما أعطاهم الله من الكرامة والنعمة ، وقال مقاتل : ينظرون إلى عدوهم كيف يعذبون . { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } ، إذا رأيتهم عرفت أنهم من أهل النعمة مما ترى في وجوههم من النور والحسن والبياض ، قال الحسن : النضرة في الوجه والسرور في القلب ، قرأ أبو جعفر ويعقوب : " تُعْرَف " بضم التاء وفتح الراء على غير تسمية الفاعل " نُضْرةُ " رفع , وقرأ الباقون بفتح التاء وكسر الراء , " نضرةَ " نصب . { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ } ، خمر صافية طيبة . قال مقاتل : الخمر البيضاء . { مَّخْتُومٍ } ، ختم ومنع من أن تمسه يد إلى أن يفك ختمه الأبرار ، قال مجاهد : " مختوم " أي مطّين . { خِتَامُهُ } ، أي طينه ، { مِسْكٌ } ، كأنه ذهب إلى هذا المعنى ، قال ابن زيد : ختامه عند الله مسك , وختام خمر الدنيا طين . وقال ابن مسعود : " مختوم " أي ممزوج ختامه أي : آخر طعمه ، وعاقبته مسك , فالمختوم الذي له ختام ، أي آخر , وخَتْمُ كلِ شيء الفراغ منه . وقال قتادة : يمزج لهم بالكافور ويختم بالمسك . وقراءة العامة { خِتَـٰمُهُ مِسْكٌ } بتقديم التاء ، وقرأ الكسائي " خاتمه " وهي قراءة علي وعلقمة , ومعناهما واحد , كما يقال : فلان كريم الطابع والطباع والخاتم والختام آخر كل شيء . { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَـٰفِسُونَ } ، فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله عزّ وجلّ . وقال مجاهد : فليعمل العاملون ، نظيره . قوله تعالى : { لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَـٰمِلُونَ } [ الصافات : 61 ] ، وقال مقاتل بن سليمان : فليتنازع المتنازعون وقال عطاء : فليستبق المستبقون ، وأصله من الشيء النفيس الذي تحرص عليه نفوس الناس ، ويريده كل أحد لنفسه وينفس به على غيره ، أي يضِنُّ .