Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 27-36)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } ، شراب ينصبُّ عليهم من علو في غرفهم ومنازلهم ، وقيل : يجري في الهواء متسنماً فينصبّ في أواني أهل الجنة على قدر ملئها فإذا امتلأت أمسك . وهذا معنى قول قتادة . وأصل الكلمة من العلو ، يقال للشيء المرتفع : سنام , ومنه : سنام البعير . قال الضحاك : هو شراب اسمه تسنيم وهو من أشرف الشراب . قال ابن مسعود وابن عباس : هو خالص للمؤمنين المقربين يشربونها صرفاً ويمزج لسائر أهل الجنة . وهو قوله : { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } . وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله : { مِن تَسْنِيمٍ } ؟ قال : هذا مما قال الله تعالى : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ السجدة : 17 ] . { عيناً } نصبٌ على الحال ، { يَشْرَبُ بها } أي منها ، وقيل : يشرب بها المقربون صرفاً . قوله عزّ وجلّ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } ، أشركوا , يعني كفار قريش : أبا جهل , والوليد بن المغيرة , والعاص بن وائل , وأصحابهم من مترفي مكة ، { كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمنوا } : عمار , وخباب , وصهيب , وبلال , وأصحابهم من فقراء المؤمنين . { يضحكون } ، وبهم يستهزؤون . { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ } ، يعني من فقراء المؤمنين بالكفار ، { يَتَغَامَزُونَ } ، والغمز الإشارة بالجفن والحاجب ، أي يشيرون إليهم بالأعين استهزاءً . { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ } ، يعني الكفار ، { إِلَىٰ أَهْلِهِمْ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } ، معجبين بما هم فيه يتفكهون بذكرهم . { وَإِذَا رَأَوْهُمْ } ، رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، { قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَآلُّونَ } ، يأتون محمداً صلى الله عليه وسلم يرون أنهم على شيء . { وَمَآ أُرْسِلُواْ } ، يعني المشركين ، { عَلَيْهِمْ } ، يعني على المؤمنين ، { حَـٰفِظِينَ } ، أعمالهم , أي لم يوكلوا بحفظ أعمالهم . { فَٱلْيَوْمَ } ، يعني في الآخرة ، { ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يضحكونَ } ، قال أبو صالح : وذلك أنه يفتح للكفار في النار أبوابها ، ويقال لهم : اخرجوا , فإذا رَأوها مفتوحة أقبلوا إليها ليخرجوا , والمؤمنون ينظرون إليهم فإذا انتهوا إلى أبوابها غلقت دونهم ، يفعل ذلك بهم مراراً والمؤمنون يضحكون . وقال كعب : بين الجنة والنار كُوَىً , فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدوٍ له , كان في الدنيا , اطلع عليه من تلك الكوى ، كما قال : { فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } [ الصافات : 55 ] ، فإذا اطلعوا من الجنة إلى أعدائهم وهم يعذبون في النار ضحكوا , فذلك قوله عزّ وجلّ : { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يضحكونَ } . { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } ، من الدر والياقوت ، { يَنظُرُونَ } ، إليهم في النار . قال الله تعالى : { هَلْ ثُوِّبَ } ، هل جوزي ، { ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } ، أي جزاء استهزائهم بالمؤمنين . ومعنى الاستفهام ها هنا : التقرير . وثوب وأثيب بمعنى واحد .