Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 13-19)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّهُ كَانَ في أَهْلِهِ مَسْرُوراً } ، يعني في الدنيا , باتباع هواه وركوب شهوته . { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } ، أن لن يرجع إلينا ولن يبعث ثم قال : { بَلَىٰ } ، أي : ليس كما ظن , بل يحور إلينا ويبعث ، { إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً } من يوم خلقه إلى أن بعثه . قوله عزّ وجلّ : { فَلاَ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ } ، قال مجاهد : هو النهار كله . وقال عكرمة : ما بقي من النهار . وقال ابن عباس وأكثر المفسرين : هو الحمرة التي تبقى في الأفق بعد غروب الشمس . وقال قوم : هو البياض الذي يعقب تلك الحمرة . { وَٱلَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } ، أي جمع وضمَّ , يقال : وسقته أسقه وسقاً , أي : جمعته , واستوسقت الإبل : إذا اجتمعت وانضمت . والمعنى : والليل وما جمع وضمَّ ما كان بالنهار منتشراً من الدواب ، وذلك أن الليل إذا أقبل آوى كل شيء إلى مأواه . روى منصور عن مجاهد قال : ما لف وأظلم عليه . وقال مقاتل بن حيان : أقبل من ظلمة أو كوكب . وقال سعيد بن جبير . وما عمل فيه . { وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ } ، اجتمع واستوى وتم نوره وهو في الأيام البيض . وقال قتادة : استدار , وهو افتعل من الوَسْق الذي هو الجمع . { لَتَرْكَبُنَّ } ، قرأ أهل مكة وحمزة والكسائي : " لتركَبنَّ " بفتح الباء ، يعني لتركبن يا محمد { طَبَقاً عَن طبق } ، قال الشعبي ومجاهد : سماء بعد سماء . قال الكلبي : يعني تصعد فيها . ويجوز أن يكون درجة بعد درجة ورتبة بعد رتبة في القرب من الله تعالى والرفعة . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا سعيد بن النضر , أخبرنا هشيم , أخبرنا أبو بشر عن مجاهد قال قال ابن عباس : { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ } حالاً بعد حال ، قال : هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم . وقيل : أراد به السماء تتغير لوناً بعد لون ، فتصير تارة كالدهان وتارة كالمهل ، وتنشق بالغمام مرة وتطوى أخرى . وقرأ الآخرون بضم الباء , لأن المعنى بالناس أشبه , لأنه ذكر من قبل : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } ، " وشماله " وذكر من بعد : { فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } ، وأراد : لتركبُنَّ حالاً بعد حال , وأمراً بعد أمر في موقف القيامة ، يعني : الأحوال تنقلب بهم , فيصيرون في الآخرة على غير الحال التي كانوا عليها في الدنيا . و " عن " بمعنى بعد . وقال مقاتل : يعني الموت ثم الحياة ثم الموت ثم الحياة . وقال عطاء : مرة فقيراً ومرة غنياً . وقال عمرو بن دينار عن ابن عباس : يعني الشدائد وأهوال الموت ، ثم البعث ثم العرض . وقال عكرمة : حالاً بعد حال , رضيع ثم فطيم ثم غلام ثم شاب ثم شيخ . وقال أبو عبيدة : لتركبن سنن من كان قبلكم وأحوالهم . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا محمد بن عبد العزيز , أخبرنا أبو عمرو الصنعاني من اليمن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم : " " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍ لتبعتموهم " قلنا : يا رسول الله آليهود والنصارى ؟ قال : فمن " .