Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 1-12)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إذا ٱلسماءُ ٱنشَقَّتْ } , انشقاقها من علامات القيامة . { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } ، أي سمعت أمر ربها بالانشقاق وأطاعته ، من الأذن وهو الاستماع ، { وَحُقَّتْ } ، أي وحق لها أن تطيع ربها . { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } ، مدّ الأديم العكاظي ، وزيد في سعتها . وقال مقاتل : سُوِّيت كمدّ الأديم , فلا يبقى فيها بناء ولا جبل . { وَأَلْقَتْ } ، أخرجت ، { مَا فيها } , من الموتى والكنوز ، { وَتَخَلَتْ } ، خلت منها . { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } ، واختلفوا في جواب " إذا " , قيل : جوابه محذوف , تقديره : إذا كانت هذه الأشياء يرى الإنسان الثواب والعقاب . وقيل جوابه : { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَـٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ } ، ومجازه : إذا السماء انشقت لقي كل كادح ما عمله . وقيل : جوابه : { وَأَذِنَتْ } ، وحينئذ تكون الواو زائدة . ومعنى قوله : { كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً } ، أي ساعٍ إليه في عملك ، والكدح : عمل الإنسان وجهده في الأمر من الخير والشر حتى يكدح ذلك فيه ، أي يؤثر . وقال قتادة والكلبي والضحاك : عامل لربك عملاً ، { فَمُلَـٰقِيهِ } ، أي ملاقي جزاء عملك خيراً كان أو شراً . { فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ } ، ديوان أعماله ، { بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا سعيد ابن أبي مريم , أخبرنا نافع , عن ابن عمر , حدثني ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه ، قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " " مَنْ حُوسبَ عُذّب " قالت عائشة رضي الله عنها فقلت : يا رسول الله أوليس يقول الله عزّ وجلّ : { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } ؟ قالت : فقال : " إنما ذلك العرض ، ولكن من نُوقش في الحساب هلك " . { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ } ، يعني في الجنة من الحور العين والآدميات ، { مَسْرُوراً } ، بما أوتي من الخير والكرامة . { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } ، فتغلُّ يده اليمنى إلى عنقه وتجعل يده الشمال وراء ظهره ، فيؤتى كتابه بشماله من رواء ظهره . وقال مجاهد : تخلع يده اليسرى من وراء ظهره . { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً } ، ينادي بالويل والهلاك إذا قرأ كتابه يقول : يا ويلاه يا ثبوراه ، كقوله تعالى : { دَعَواْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } [ الفرقان : 13 ] . { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } ، قرأ أبو جعفر , وأهل البصرة , وعاصم , وحمزة : و " يَصْلى " بفتح الياء خفيفاً كقوله : { يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } [ الأعلى : 12 ] ، وقرأ الآخرون بضم الياء [ وفتح الصاد ] وتشديد اللام كقوله : { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } [ الواقعة : 94 ] ، { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } [ الحاقة : 31 ] .