Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 1-4)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } , قال الكلبي : نزلت في أبي طالب , وذلك " أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأَتحفه بخبز ولبن ، فبينما هو جالس يأكل إذ انحط نجم فامتلأ ماءً ثم ناراً ، ففزع أبو طالب وقال : أي شيء هذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا نجم رُمي به , وهو آية من آيات الله عزّ وجلّ فعجب أبو طالب ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } " وهذا قسم ، و " الطارق " النجم يظهر بالليل ، وما أتاك ليلاً فهو طارق . { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ } ؟ ثم فسَّره فقال : { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } ، أي المضيء المنير ، قال مجاهد : المتوهج ، قال ابن زيد : أراد به الثريا ، والعرب تسميه النجم . وقيل : هو زُحَل , سُمي بذلك لارتفاعه ، تقول العرب للطائر إذا لحق ببطن السماء ارتفاعاً : قد ثقب . { إِن كُلُّ نَفْسٍ } ، جواب القسم ، { لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } ، قرأ أبو جعفر , وابن عامر , وعاصم , وحمزة : " لما " بالتشديد , يعنون : ما كل نفس إلا عليها حافظ ، وهي لغة هذيل يجعلون " لما " بمعنى " إلا " يقولون : نشدتك الله لما قمت ، أي إلاّ قمت . وقرأ الآخرون بالتخفيف , جعلوا " ما " صلة ، مجازه : إن كل نفس لعليها حافظ من ربها وتأويل الآية : كل نفس عليها حافظ من ربها يحفظ عملها ويحصي عليها ما تكتسب من خير وشر . قال ابن عباس : هم الحفظة من الملائكة . قال الكلبي : حافظ من الله يحفظها ويحفظ قولها وفعلها حتى يدفعها ويسلمها إلى المقادير ، ثم يخلّى عنها .