Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 5-9)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ } ، أي من أي شيء خلقه ربه ، أي فلينظر نظر المتفكر . ثم بيَّن فقال : { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } ، مدفوق أي مصبوب في الرحم ، وهو المني ، فاعل بمعنى مفعول كقوله : { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] ، أي مرضية , والدفق : الصب , وأراد ماء الرجل وماء المرأة , لأن الولد مخلوق منهما ، وجعله واحداً لامتزاجهما . { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } ، يعني صلب الرجل وترائب المرأة , و " الترائب " : جمع التَّرِبية , وهي عظام الصدر والنحر . قال ابن عباس : هي موضع القلادة من الصدر . وروى الوالبي عنه : بين ثديي المرأة . وقال قتادة : النحر : وقال ابن زيد : الصدر . { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } ، قال مجاهد : على رد النطفة في الإحليل . وقال عكرمة : على رد الماء في الصلب الذي خرج منه . وقال الضحاك : إنه على ردّ الإنسان ماءً كما كان من قبل لقادر . وقال مقاتل بن حيان : إن شاء رده من الكبر إلى الشباب , ومن الشباب إلى الصبا , ومن الصبا إلى النطفة , وقال ابن زيد : إنه على حبس ذلك الماء لقادر حتى لا يخرج وقال قتادة : إن الله تعالى على بعث الإنسان وإعادته قادر . وهذا أولى الأقاويل لقوله : { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } ، وذلك يوم القيامة تبلى السرائر , تظهر الخفايا قال قتادة ومقاتل : تختبر الأعمال , قال عطاء بن أبي رباح : السرائر فرائض الأعمال ، كالصوم والصلاة والوضوء والاغتسال من الجنابة ، فإنها سرائر بين الله تعالى وبين العبد ، فلو شاء العبد لقال : صمتُ ولم يصم ، وصليتُ ولم يصل ، واغتسلت ولم يغتسل ، فيختبر حتى يظهر من أداها ممن ضيّعها . قال ابن عمر : بيدي الله عزّ وجلّ يوم القيامة كل سر , فيكون زيناً في وجوه وشيناً في وجوه ، يعني : من أداها كان وجهه مشرقاً ، ومن ضيّعها كان وجهه أغبر .