Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 5-12)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَنُقْرِئُكَ } ، سنعلمك بقراءة جبريل عليك ، { فَلاَ تَنسَىٰ * إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } ، أن تنساه , وما نسخ الله تلاوته من القرآن ، كما قال : { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا } [ البقرة : 106 ] ، والإنساء نوع من النسخ . وقال مجاهد , والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل عليه السلام ، لم يفرغ من آخر الآية حتى يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأولها , مخافة أن ينساها ، فأنزل الله تعالى : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } ، فلم ينس بعد ذلك شيئاً . { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ } ، من القول والفعل ، { وَمَا يَخْفَىٰ } ، منهما ، والمعنى : أنه يعلم السر والعلانية . { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } ، قال مقاتل : نهوِّن عليك عمل أهل الجنة - وهو معنى قول ابن عباس - ونيسرك لأن تعمل خيراً . و " اليسرى " : عمل الخير . وقيل : نوفقك للشريعة اليسرى وهي الحنيفية السمحة . وقيل : هو متصل بالكلام الأول معناه : أنه يعلم الجهر مما تقرؤه على جبريل إذا فرغ من التلاوة ، " وما يخفى " : ما تقرأ في نفسك مخافة النسيان ، ثم وعده فقال : { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } ، أي نهون عليك الوحي حتى تحفظه وتعلمه . { فَذَكِّرْ } ، عِظْ بالقرآن ، { إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } ، الموعظة والتذكير . والمعنى : نفعت أو لم تنفع ، وإنما لم يذكر الحالة الثانية ، كقوله : { سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ ٱلْحَرَّ } ، وأراد : الحر والبرد جميعاً . { سَيَذَّكَّرُ } ، سيتعظ ، { مَن يَخْشَىٰ } ، الله عزّ وجلّ . { وَيَتَجَنَّبُهَا } ، أي يتجنب الذكرى ويتباعد عنها ، { ٱلأَشْقَى } ، الشقي في علم الله . { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } ، العظيمة والفظيعة , لأنها أعظم وأشد حرَّاً من نار الدنيا .