Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 87, Ayat: 13-15)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا } ، فيستريح ، { وَلاَ يَحْيَى } ، حياة تنفعه . { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } ، تطَّهر من الشرك وقال : لا إله إلا الله ، هذا قول عطاء وعكرمة ، ورواية الوالبي وسعيد بن جبير عن ابن عباس . وقال الحسن : من كان عمله زاكياً . وقال آخرون : هو صدقة الفطر , روي عن أبي سعيد الخدري في قوله : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } قال : أعطى صدقة الفطر . { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } ، قال خرج إلى العيد فصلى ، فكان ابن مسعود يقول : رحم الله امرءاً تصدق ثم صلى ، ثم يقرأ هذه الآية . وروى نافع : كان ابن عمر إذا صلى الغداة - يعني من يوم العيد - قال : يا نافع أَخْرَجتَ الصدقة ؟ فإن قلتُ : نعم , مضى إلى المصلى ، وإن قلت : لا , قال : فالآن فأخْرِجْ , فإنما نزلت هذه الآية في هذا { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ * وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } . وهو قول أبي العالية وابن سيرين . وقال بعضهم : لا أدري ما وجه هذا التأويل ؟ لأن هذه السورة مكية , ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر . قال الشيخ الإمام محيي السنة رحمه الله : يجوز أن يكون النزول سابقاً عل الحكم كما قال : { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } , فالسورة مكية ، وظهر أثر الحل يوم الفتح حتى قال عليه الصلاة والسلام : " أحلت لي ساعة من نهار " وكذلك نزل بمكة : { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } [ القمر : 45 ] , قال عمر بن الخطاب : كنت لا أدري أي جمع يهزم ، فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يَثبُ في الدرع ويقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر , { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } أي : وذكر ربه فصلى ، قيل : الذكر : تكبيرات العيد , والصلاة : صلاة العيد ، وقيل : الصلاة ها هنا الدعاء .