Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 1-3)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلْفَجْرِ } أقسم الله عزّ وجلّ بالفجر ، روى أبو صالح عن ابن عباس قال : هو انفجار الصبح كل يوم وهو قول عكرمة , وقال عطية عنه : صلاة الفجر . وقال قتادة : هو فجر أول يوم من المحرم , تنفجر منه السَّنة . وقال الضحاك : فجر ذي الحجة لأنه قرنت به الليالي العشر . { وَلَيالٍ عَشْرٍ } ، روي عن ابن عباس : أنها العشر الأوَل من ذي الحجة . وهو قول مجاهد , وقتادة , والضحاك , والسدي , والكلبي . وقال أبو روق عن الضحاك : هي العشر الأواخر من شهر رمضان . وروى أبو ظبيان عن ابن عباس قال : هي العشر الأول من شهر رمضان . وقال يمان بن رباب : هي العشر الأول من المحرم التي عاشِرُها يوم عاشوراء . { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } ، قرأ حمزة , والكسائي : " الوِتْر " بكسر الواو ، وقرأ الآخرون بفتحها ، واختلفوا في الشفع والوتر ، قيل : " الشفع " : الخلق ، قال الله تعالى : { وَخَلَقْنَـٰكُمْ أَزْوَٰجاً } و " الوَتْر " : هو الله عزّ وجلّ . روي ذلك عن ابن مسعود وعن ، أبي سعيد الخدري , وهو قول عطية العوفي . وقال مجاهد ومسروق : " الشفع " الخلق كله ، كما قال الله تعالى : { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [ الذاريات : 49 ] ، الكفر والإيمان ، الهدى والضلالة ، والسعادة والشقاوة ، والليل والنهار ، والسماء والأرض ، والبر والبحر ، والشمس والقمر ، والجن والإنس ، والوتر هو الله قال الله تعالى : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] . قال الحسن وابن زيد : " الشفع والوتر " : الخلق كله , منه شفع , ومنه وتر . وروى قتادة عن الحسن قال : هو العدد منه شفع ومنه وتر . وقال قتادة : هما الصلوات منها شفع ومنها وتر . وروى ذلك عن عمران بن حصين مرفوعاً , وروى عطية عن ابن عباس : الشفع صلاة الغداة , والوتر صلاة المغرب . وعن عبد الله بن الزبير قال : " الشفع " : يوم النفر الأول , و " الوتر " : يوم النفر الأخير . روي أن رجلاً سأله عن الشفع والوتر والليالي العشر ؟ فقال : أما الشفع والوتر : فقول الله عزّ وجلّ : { فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } [ البقرة : 203 ] فهما الشفع والوتر ، وأما الليالي العشر : فالثمان وعرفة النحر . وقال مقاتل بن حيان : " الشفع " : الأيام والليالي , و " الوتر " : اليوم الذي لا ليلة بعده وهو يوم القيامة . وقال الحسين بن الفضل : " الشفع " : درجات الجنة لأنها ثمان ، و " الوتر " دركات النار لأنها سبع ، كأنه أقسم بالجنة والنار . وسئل أبو بكر الوراق عن الشفع والوتر فقال : " الشفع " : تضاد أخلاق المخلوقين من العز والذل ، والقدرة والعجز ، والقوة والضعف ، والعلم والجهل ، والبصر والعمى ، و " الوتر " : انفراد صفات الله عِزٌّ بلا ذُلّ ، وقدرة بلا عجز ، وقوة بلا ضعف . وعلم بلا جهل ، وحياة بلا ممات .