Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 13-15)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فقال جلّ ذكره : { أَلاَ تُقَـٰتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوۤاْ أَيْمَـٰنَهُمْ } ، نقضوا عهدهم ، وهم الذين نقضوا عهد الصلح بالحديبية وأعانوا بني بكر على خزاعة . { وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ ٱلرَّسُولِ } ، من مكة حين اجتمعوا في دار الندوة ، { وَهُم بَدَءُوكُمْ } ، بالقتال ، { أَوَّلَ مَرَّةٍ } ، يعني : يوم بدر ، وذلك أنهم قالوا حين سَلِمَ العير : لا ننصرف حتى نستأصل محمداً وأصحابه . وقال جماعة من المفسرين : أراد أنهم بدأوا بقتال خُزاعةَ حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم . { أَتَخْشَوْنَهُمْ } ، أتخافونهم فتتركون قتالهم ؟ { فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ } ، في ترك قتالهم ، { إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ } . { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ } ، يقتلهم الله بأيديكم ، { وَيُخْزِهِمْ } ، ويذلهم بالأسر والقهر ، { وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ } ، ويبرىء داء قلوب قوم ، { مُّؤُمِنِينَ } ، مما كانوا ينالونه من الأذى منهم . وقال مجاهد والسدي : أراد صُدُورَ خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعانت قريش بني بكر عليهم ، حتى نكأوا فيهم فشفى الله صدورهم من بني بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين . { وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ } ، كَرْبَها ووَجْدَها بمعونة قريش بني بكراً عليهم ، ثم قال مستأنفاً : { وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } ، فيهديه إلى الإِسلام كما فعل بأبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو ، { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة : " ارفعوا السّيفَ إلا خزاعة من بني بكر إلى العصر " .