Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 20-23)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً } فضيلة ، { عِندَ ٱللَّهِ } ، من الذين افتخروا بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام . { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ } ، الناجون من النار . { يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ } . { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } . { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ ءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَٰنَكُمْ أَوْلِيَآءَ } ، قال مجاهد : هذه الآية متصلة بما قبلها ، نزلت في قصة العباس وطلحة وامْتِنَاعِهما من الهجرة . وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : قال : لمّا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالهجرة إلى المدينة ، فمنهم من تعلّق به وأهله وولده يقولون : ننشدك بالله أن لا تضيِّعَنا . فيرقّ لهم فيقيم عليهم ويدع الهجرة ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية . وقال مقاتل : نزلت في التسعة الذين ارتدوا عن الإِسلام ولحقوا بمكة ، فنهى الله عن ولايتهم ، فأنزل الله : { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ ءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَٰنَكُمْ أَوْلِيَآءَ } بطانةً وأصدقاء فتفشون إليهم أسراركم وتؤثرون المقام معهم على الهجرة ، { إِنِ ٱسْتَحَبُّواْ } ، اختاروا { ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلإِيمَـٰنِ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ } ، فيطلعهم على عورة المسلمين ويُؤثر المقام معهم على الهجرة والجهاد ، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } ، وكان في ذلك الوقت لا يُقبل الإِيمان إلاّ من مهاجر ، فهذا معنى قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } .