Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 76-79)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّآ آتَاهُمْ مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ } . { فَأَعْقَبَهُمْ } ، فأخلفهم ، { نِفَاقاً فِى قُلُوبِهِمْ } ، أي : صيّر عاقبة أمرهم النفاق ، يقال : أعقب فلاناً ندامةٌ إذا صيّر عاقبة أمره ذلك . وقيل : عاقبهم بنفاق قلوبهم . يُقال : عاقبتُه وأعقبته بمعنى واحد . { إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ } ، يريد حرمهم التوبة إلى يوم القيامة ، { بِمَآ أَخْلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ } . أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الخرقي ، حدثنا أبو الحسن علي بن عبدالله الطيسفوني ، حدثنا عبدالله بن عمر الجوهري ، حدثنا أحمد بن علي الكشميهني ، حدثنا علي بن حجر ، حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرنا أبو سهيل نافع بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " آيةُ المنافقِ ثلاث : إذا حدّثَ كذبَ ، وإذا وَعَدَ أخلف ، وإذا ائتُمِنَ خان " . قوله عز وجل : { أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ } ، يعني : ما أضمروا في قلوبهم وما تناجوا به بينهم ، { وَأَنَّ ٱللَّهَ عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ } . قوله عز وجل : { ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ } الآية . قال أهل التفسير : " حثّ رسولُ الله على الصدقة ، فجاء عبدالرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم ، وقال : يارسول الله مالي ثمانية آلاف جئتك بأربعة آلاف فاجعلها في سبيل الله ، وأمسكتُ أربعة آلاف لعيالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بارك الله لك فيما أعطيتَ وفيما أمسكتَ " ، فبارك الله في ماله حتى أنه خلّف امرأتين يوم مات فبلغ ثُمُنُ ماله لهما مائة وستين ألف درهم . وتصدّق يومئذ عاصم بن عدي العجلاني بمائة وَسْقٍ من تمر . وجاء أبو عقيل الأنصاري واسمه الحبحاب بصاع من تمر ، وقال : يا رسول الله بتُ ليلتي أجر بالجرير الماءَ حتى نِلتُ صاعين من تمرٍ فأمسكتُ أحدهما لأهلي وأتيتُك بالآخر فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره في الصدقة ، فلمزهم المنافقون ، وقالوا : ما أعطى عبدالرحمن وعاصم إلا رياءً ، وإن الله ورسوله لغنيَّان عن صاع أبي عقيل ، ولكنه أراد أن يُذكِّر بنفسه ليعطى من الصدقة " ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ } أي : يعيبون { ٱلْمُطَّوِّعِينَ } المتبرعين { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَـٰتِ } يعني : عبدالرحمن بن عوف وعاصماً . { وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ } ، أي : طاقتهم ، يعني : أبا عقيل . والجُهد : الطاقة ، بالضم لغة قريش وأهل الحجاز . وقرأ الأعرج بالفتح . وقال القتيبي : الجهد بالضم الطاقة وبالفتح المشقة . { فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ } ، يستهزؤون بهم ، { سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ } . أي : جازاهم الله على السخرية ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .